يجتمع المئات من عشاق موسيقى السامبا كل اثنين في بيدرا دو سال، في محيط مرفأ ريو دو جانيرو، حيث يرددون أغاني السامبا التقليدية او المرتجلة في الهواء الطلق. فقبل خمس سنوات قرر أندره كوريرا أن يجمع اصدقاءه الموسيقيين في بيدرا دو سال، ومع الوقت تحولت «رودا دي سامبا» - او «حلقة السامبا» - الى مقصد لجمهور متنوع من محبّي هذا الفن البرازيلي العريق. ويقول كوريرا: «كانت فكرتي تقوم على إنشاء حلقة سامبا غير رسمية، فدعوت موسيقيين من مناطق مختلفة من المدينة، من أحياء راقية واخرى من الضواحي، والجمهور متنوع جدا». ولا يتطلب هذا النوع من حفلات الشارع التي تبدأ قبل غروب الشمس ترتيبات كثيرة، فيكفي وجود طاولة بسيطة مع بعض مكبرات الصوت. كما أن العرض مجاني، إذ إن الموسيقيين يعزفون فيه فقط إشباعاً لحبهم للسامبا. ويقول فالمير بيمنتال، وهو عازف على آلة كويكا التقليدية لدى قبائل البانتو الأفريقية: «نحن نؤدي هنا ما نشعر به، وفقاً لتقاليد السامبا وأنغامها وتآلفاتها التي تصدر مرتجلة لتعبر عن داخل الإنسان». وهذه الطاولة التي يجلس إليها أندره ورفاقه الموسيقيون، تقع في وسط مكان على سفح مرتفع بيدرا دو سال الصخري، حيث كان يوضع الملح المستورد من البرتغال إلى البرازيل إبان حقبة الاستعمار، على مقربة من سوق العبيد. واطلق على هذا الحي بعد ذلك اسم «أفريقيا الصغرى» بسبب وجود المساكن الجماعية حيث كان يقطن العبيد والمحررون القادمون من سلفادور دو باهيا في الشمال الغربي. وتعد لابيدرا دو سال مهد موسيقى السامبا، كما ان نيواورلينز الأميركية تعتبر منبع الجاز. ويقول الموسيقي والأكاديمي في جامعة ريو الاتحادية غيلهرم كوري، ان «بيدرا دو سال هي شيء أساسي لمن يرغبون فهم الموسيقى البرازيلية». فهي تقع على سفح حي الصفيح «مورو كونيسياو» في المنطقة الشعبية من ريو، وهو حي يخضع الآن لأعمال تجديد وتحسين بالتزامن مع اقتراب كأس العالم لكرة القدم في العام 2014 ودورة الألعاب الأولمبية في العام 2016. ترقص دانيال دو ميو حافية القدمين وهي تغني رافعة يديها. وتقول هذه المرأة ذات الأعوام الاثنين والثلاثين والتي تتردد على حلقة السامبا دون انقطاع منذ اربع سنوات: «إنه مكان رائع». وتقول دندارا سانتانا (28 عاماً): «سواء كان في حوزتك مال أو لا، أو كنت مضطرباً او هادئاً، يمكنك أن تأتي إلى هنا حيث تسترخي، فيمكنك بعد ذلك أن تنام، وان تصحو بنشاط لتمارس عملك». ويواصل الموسيقيون وجمهورهم في هذا المكان تكريم المؤلفين الكبار الذي أسسوا هذا النمط الغنائي في البرازيل، والذي لاقى شهرة وانتشاراً في أنحاء العالم.