لم يكن «أحد» سوى جبل كسائر جبال يثرب المحيطة بها والمطلة على المدينة حتى العام الثالث من الهجرة النبوية الشريفة الذي وقعت فيه معركة لا تنسى في التاريخ الإسلامي على سفح «أحد» وارتبطت باسمه منذ ما يقرب من 1430عاماً. فبعد الغزوة الثانية للرسول مع مشركي قريش والتي حملت اسمه أصبح جبل «أحد» علماً من أعلام الدين الإسلامي الحنيف لا ينسى ولا يشق له غبار، فبجواره جرت أحداث تاريخية عظيمة لعل أبرزها استشهاد «أسد الله» حمزة بن عبدالمطلب، الذي دفن به ومن معه صحابة الرسول الكريم الذين نالوا شرف الشهادة في تلك المعركة ودفنوا في «مقبرة الشهداء» على سفح أحد. يتكئ ذاك الجبل الأحمر «الجرانيتي» في شمال «طيبة الطيبة» على بعد أربعة كيلو مترات من الحرم النبوي ويمتد من الجنوب الشرقي منها حتى الشمال الغربي، ويعتبر أكبر جبالها وأعلاها بطول يبلغ السبعة كيلو مترات وعرض يمتد إلى ما يقرب من ثلاثة كيلو مترات، وكان سبب تسميته ب «أحد» لتوحده عن سائر جبال المدينة وتفرده عنها وعدم ارتباطه بسلاسل الجبال من حوله. قال له الرسول في غزوة أحد بعد ما «رجف» عند صعوده عليه وصديقه الصديق وعمر وعثمان «أثبت أحد، فما عليك إلا نبيٌّ، وصدّيق، وشهيدان» وبه ضرب الرسول الكريم المثل في عدة أحاديث شريفة منها فيمن صلى على الجنازة وتبعها بأن يكون له قيراطان من ذهب أصغرهما كجبل أحد، وقال فيه الرسول: «أحد جبلٌ يحبنا ونحبه». جبل الرماة يعتبر الآن «مزارا»ً لغالبية الحجاج القادمين من مختلف الجنسيات والذين يقوم البعض منهم ببعض الممارسات الخاطئة كالكتابة عليه بلغاتهم المختلفة وأخذ شيء من ترابه والتمسح به والدعاء الجماعي، إضافة إلى التقاطهم الصور الجماعية التذكارية لهم حوله، وأخيراً قامت أمانة المدينةالمنورة ب إنارة المنطقة الجنوبية من سفح جبل أحد بتركيز الإضاءة القوية عليه لتبرز الجانب الجنوبي منه والتي ساعدت على إبراز تضاريس الجبل وصخوره لتشكل لوحة جمالية تستقبل زائر المدينة من الجهة الشرقية الجنوبية.