تشكو بعض النساء خاصة في السن المتقدم من ظهور التجاعيد حول منطقة الفم بسبب نقص في مادة الكولاجين، حيث تحتوي هذه المنطقة على عدد قليل من الغدد العرقية عند المرأة وبالتالي تسهم في ظهور التجاعيد بشكل أسرع. من ناحية أخري تلتصق ألياف العضلات المحيطة بالفم التصاقاً مباشراً بطبقة الجلد المتوسطة وبالتالي، يحدث شد عضلي داخلي يقود إلى ظهور التجاعيد. وظهور التجاعيد في الوجه، وخصوصاً تلك التي تحيط بالفم، أصبح مشكلة تؤرق النساء وتدفعهن إلى عيادات الكثير من الأطباء، وبخاصة أطباء التجميل، متجاهلات أن هناك قواعد صحية بإمكانهن الالتزام بها للحد من هذه التجاعيد، وذلك بعد أن عرف العلماء سببها.
الأسباب: من جهة أخرى، هناك العديد من العوامل الخارجية التي تلعب دوراً في ظهور التجاعيد لدى المرأة، تمثل أشعة الشمس أحد أبرز الأسباب لظهور التجاعيد حول الفم لدى المرأة في العالم العربي. الأشعة فوق البنفسجية تؤثر سلباً في مادة الكولاجين في الجلد فتفقده انتعاشه، والتدخين أيضاً يزيد نسبة ظهور التجاعيد لدى المرأة، إذ تشير الدراسات إلى أنّ المرأة التي تدخن أكثر من 10 سجائر في اليوم ستواجه تجاعيد عميقة في الجلد، أما حركات الوجه المتكررة فتؤدي إلى تشكل خطوط رفيعة في الوجه.
وبهذا الخصوص أظهرت دراسة حديثة أجريت في هولندا، ونشرت في مجلة الجراحة التجميلية، أن السبب البيولوجي هو المسئول الأول عن القابلية الزائدة لدى المرأة لظهور التجاعيد السطحية والعميقة حول الفم، عما هي عند الرجل. ووجد الباحثون أن أنسجة الجلد المحيطة بالفم لدى المرأة تحتوي على عدد أقل من الغدد العرقية، من تلك الموجودة لدى الرجل، والذي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر في الامتلاء الطبيعي للجلد.
كما أن هذه الأنسجة تحتوي على عدد أقل من الأوعية الدموية، مما يجعل الدوران الدموي فيها - عند المرأة - اقل بكثير من الرجل، خصوصاً وأنه من المعروف أن الجريان الدموي الجيد يقلل من نسبة حدوث التجاعيد بصورة كبيرة، يضاف إلى ذلك أنه عند النساء يلعب الالتصاق القريب لألياف العضلات المحيطة بالفم إلى الطبقة المتوسطة للجلد، دوراً كبيراً في حدوث شد داخلي يقود لظهور التجاعيد لديهن. وأضاف الباحثون أن فهم أسباب التباين الواضح في آلية ظهور هذه التجاعيد بين الجنسين، سوف يتمكن بالمقابل من تطوير تقنيات أفضل لعلاجها، وهناك سببان رئيسيان لتكون التجاعيد .. السبب الداخلي الناتج من التكوين الجيني (ذي منشأ عضوي) الذي نرثه، والسبب الخارجي ذو عوامل ومؤثرات خارجية مرتبطة بالبيئة مثل التعرض لأشعة الشمس وغيرها.
السبب الداخلي: تعتبر التجاعيد ذات المنشأ العضوي عبارة عن مرحلة طبيعية في حياة الفرد، وتبدأ في أواسط العشرينات من العمر، حيث يبدأ إفراز مادة الكولجين بالتناقص.. وهذه المادة هي التي تمد الجلد بالمرونة والطراوة وتساعده على الثبات على حاله، حيث تتغير خلايا الجلد الميتة، ولا تخلف وراءها خلايا حية تنعش الجلد من جديد. وعادة تحصل هذه التغيرات كما ذكرنا في منتصف العشرينات من العمر، حيث تبدأ علامات التقدم بالسن تظهر تدريجيا وبشكل بسيط مع مرور السنين، غير أن التجاعيد ذات المنشأ الداخلي لا تظهر للعيان في هذه الفترة من العمر.
السبب الخارجي: تؤثر جملة من العوامل الخارجية والبيئية على الجلد خلال تقدم السن، ومن هذه الأسباب ذات المنشأ الخارجي التعرض لأشعة الشمس، ومن العوامل المؤثرة الخارجية الأخرى هي تعابير الوجه المتكررة والتدخين.
العلاج: الحل الأنسب لإخفاء هذه التجاعيد لدى المرأة هو استخدام حقن التعبئة أو الفيليرز حيث تعمل هذه الحقن على إخفاء هذه التجاعيد بطريقة فعّالة. وحالياً يتم أيضاً حقن الوجه باستخدام الدهون الذاتية للجسم التي تكون طبيعية وفعالة جداً.
أما استخدام الكريمات التي تحتوي على الفيتامين "ج" والفيتامين "أ" التي تساعد في تخفيف هذه التجاعيد، فهو بغاية الأهمية للمرأة، ويجب أيضاً عدم التعرض لأشعة الشمس بين العاشرة صباحاً والخامسة بعد الظهر واستخدام الواقي الشمسي بشكل متواصل خصوصاً خلال أيام فصل الصيف الحار.
حركات الوجه: الحركات التي تجريها المرأة للوجه بشكل متكرر وزائد تؤدي إلى تشكل خطوط رفيعة وتجاعيد في الوجه والفم وفي كل مرة تحرك عضلات الوجه تتشكل فجوة تحت سطح الجلد، ونلاحظها أثناء تعابير الوجه، ومع تقدم السن يفقد الجلد طراوته ومرونته ويتوقف عن التجدد، وتبقى هذه الفجوات على حالها وعلى هيئة خطوط رفيعة وتجاعيد.
دور الجاذبية: عادة ما تقوم الجاذبية بشد أجسامنا بشكل متواصل، حيث تصبح التغيرات في الجسم واضحة من جراء ظاهرة الجاذبية مع تقدم السن في الخمسينات من العمر، وعندما ينخفض مستوى المرونة في الجلد بشكل سريع تصبح مظاهر الجاذبية على الجسم واضحة للعيان؛ حيث تؤدي إلى تدلي مقدمة الأنف وتستطيل الآذان وتتساقط الأهداب ويستطيل الفك السفلي وتبدأ الشفه العليا بالاضمحلال وتصبح الشفة السفلى متدلية بشكل واضح.