اعتمد الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية، خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في كل من العاصمة المقدسة والمدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك، التي يشارك في تنفيذها 18 وزارة وهيئة حكومية، سعياً إلى توفير أعلى درجات السلامة لملايين المعتمرين الذين يتوافدون من داخل السعودية وخارجها على المدينتين لأداء العمرة والزيارة خلال الشهر الفضيل. وحول تفاصيل الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني، قال الفريق سعد بن عبد الله التويجري مدير عام الدفاع المدني: "إن الخطة تتضمن ثلاثة محاور أساسية، تبدأ بالمحور الوقائي ويشمل إجراء مسح شامل لمساكن المعتمرين والزوار والتأكد من توافر اشتراطات السلامة بها، وإزالة أي مخالفات قد تعوق رجال الدفاع المدني في حالات الطوارئ، وتطبيق الإجراءات النظامية بحق المنشآت المخالفة التي تصل إلى حد إغلاق المنشأة تماماً، وكذلك مسح جميع الأماكن التي يرتادها المعتمرون والزوار والتأكد من خلوها من كل ما يهدد سلامتهم، وهو الأمر الذي تم تنفيذه من خلال عدد كبير من فرق السلامة التي سيتواصل عملها طوال شهر رمضان المبارك".
أما المحور الثاني في الخطة فيتركز على سرعة التدخل للتعامل مع الحوادث المختلفة، وذلك من خلال المراقبة المستمرة على مدار الساعة لأماكن تجمعات المعتمرين وتنقلهم، وتنفيذ خطة انتشار لفرق ووحدات الدفاع المدني في جميع أنحاء العاصمة المقدسة والطرق المؤدية إليها، والمنطقة المركزية في محيط الحرمين المكي والنبوي والمجمعات التجارية والصناعية، مع تجهيز هذه الفرق والوحدات بكل ما يلزم من الآليات والمعدات تبعاً للمخاطر الافتراضية المتوقعة في كل موقع، وتنفيذ خطط الإخلاء والإيواء متى كانت هناك حاجة لذلك. في حين يتناول المحور الثالث الجانبين التوعوي والإرشادي لجموع المعتمرين والزوار، لتنمية الوعي بالإجراءات السليمة التي يجب اتباعها في حالات الطوارئ، عبر عدد كبير من الشاشات التلفزيونية واللوحات الإرشادية، وفرق التوعية الجوالة وكذلك عبر رسائل ال "s.m.s" التي أثبتت نجاحها خلال المواسم الماضية في منع التكدس والزحام داخل الحرمين الشريفين، والطرق المؤدية إليهما في أوقات الذروة على ضوء ما تنقله الكاميرات التلفزيونية لمركز عمليات الدفاع المدني من مشاهد عن الطاقة الاستيعابية للحرم الشريف. وعن حجم القوة البشرية والآلية المشاركة في تنفيذ الخطة، قال الفريق التويجري: "إن مشاريع التوسعة الكبرى للمسجد الحرام، وكذلك المشروعات التنموية والخدمية الكبيرة الجاري تنفيذها بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة، استلزمت إحداث زيادة في عدد القوات البشرية هذا العام إلى أكثر من عشرة آلاف ضابط وفرد من رجال الدفاع المدني، تتنوع مهامهم ما بين دوريات السلامة الراكبة والراجلة، وفرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وفرق المسح الوقائي والإخلاء الطبي، وفرق التدخل السريع، يدعمهم ما يقرب من 1500 آلية ومعدة، منها آليات جديدة تدخل الخدمة لأول مرة هذا العام مثل السيارات المتعددة المهام للإطفاء والإنقاذ وسيارات مكافحة حوادث المواد الخطرة، التي تعد الأحدث من نوعها في العالم، إلى جانب استحداث عدد من المراكز الموسمية على جميع الطرق المؤدية للحرمين الشريفين، إضافة إلى مشاركة تسع طائرات من طيران الأمن مجهزة بأنظمة الرؤية الليلية، ومعدات الإطفاء والإنقاذ لدعم قدرات الوحدات الميدانية في حالة الطوارئ.