دفعت البطالة والانتظار الطويل لإيجاد وظيفة ما شابين سعوديين للتوجه إلى التجارة عبر فتح كوفي شوب في أحد متنزهات الطائف متقاسمين العمل بينهما، الأول يعد الطلبات والآخر يوصلها. إذ إنهما يريان أن مثل هذه الأعمال البسيطة تفتح لهما أبوابا ليكونا رجلي أعمال في المستقبل. يقول عبد الرحمن حسين عن فترة الانتظار التي قضاها في انتظار الحصول على الوظيفة، مشيرا إلى أنه من خريجي كلية المعلمين ولا توجد أمامه فرصة للعمل سوى في قطاع التعليم ''معلم''، مبينا أنه انتظر دون أن يتحقق أمله في الحصول على فرصة عمل تضمن له مصدر دخل ثابتا، تفيده في مستلزمات الحياة، وأعرب عن أمنيته في الحصول على نصيب من الوظائف في سوق العمل. وأوضح عبد الرحمن أن فترة الصيف جلبت له فكرة افتتاح الكوفي شوب، مستغلا حركة السياحة لإيجاد عائد يساعده على أعباء الحياة، مبينا أنه يقوم بنفسه بتوصيل الطلبات إلى الزبائن ولا يرى أي حرج في ذلك. وقال عبد الرحمن إنه كان يستطيع الانخراط في العمل الصيفي المؤقت الذي وصفه بأنه متعب لطول فترة الدوام اليومي، ولا يعود بالمردود المالي الجيد، مشيرين إلى أن الخوض في التجارة يكون له مردود جيد، ويساعد على تنمية المهارات الأساسية، خصوصا إذا أتقن الشخص العمل الذي يقوم به ''مضيفا في الوقت نفسه أن ملاك المتنزه قاموا بخفض الإيجار ومساعدتهما بالإمكانات والتجهيزات كافة التي تساعدهما في عملهما، حينما علموا أنهما سعوديان يبحثان عن العمل الجاد، ويريدان أن يكافحا من أجل لقمة العيش. وقال محمد العوفي شريك عبد الرحمن الحسين في الكوفي شوب وخريج كلية المعلمين: ''انتظرنا أنا وعبد الرحمن بعد التخرج الوظيفة وفكرنا في أن نبني مستقبلنا، لأن السنوات تجري ولا نريد ضياع أي منها، فقمنا بتجهيز محل (كوفي) داخل المتنزه وتقاسمنا العمل فيما بيننا، فهناك من يقوم بتجهيز الطلبات وهناك من يقوم بتوصيلها، ولقد وجدنا العائد المالي الجيد الذي يشجعنا على العمل، ونفكر حاليا في توسيع تجارتنا وفتح محل في متنزه آخر''. من جهته أبدى عبد المجيد الحربي أحد ملاك متنزه ميرلاند سعادته بما يقوم به بعض الخريجين والعاطلين عن العمل، في طريقة استغلال أوقاتهم وعدم ضياعها في أمور أخرى لا تنفعهم، مشيرا إلى أن استغلال الوقت في العمل يعود على الشخص بالخبرة التي قد تفيده مستقبلا، ومؤكدا ضرورة ألا تتم إضاعة الوقت في انتظار الوظيفة، فكل الوقت الذي يضيع محسوب من عمر الشخص.