بأسلوب مبدع مبتكر وخارج عن المألوف، أعطيت شارة البدء لانطلاق مهرجان جدة غير 33 الذي يمثل أحد أكبر المهرجانات السياحية في المملكة والمنطقة، ويستمر لمدة 37 يوماً تقدم خلاله شريحة واسعة من النشاطات والفعاليات التي ترضي جميع أذواق زوار عروس البحر الأحمر. وقدم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة الذي افتتح المهرجان البارحة الأولى بحضور عدد من مسؤولي ووجهاء مدينة جدة وآلاف من سكانها وزوارها بالكورنيش الأوسط، تهنئته لجدة وأهلها وكل من قام على هذا المهرجان الجديد والمبتكر الذي خرج عن المألوف وقدم لنا صورة جميلة جداً للإبداع. وشدد الفيصل على ضرورة الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية والبحث عن الإبداع أياً كان في تنفيذ المهرجانات السياحية للإسهام في تطوير المنتج السياحي السعودي الذي يسير في خطى واثقة للمنافسة على العالمية. وأضاف أمير مكةالمكرمة ''أرجو من الله أن تتكرر هذه الإبداعات غير المألوفة وأن نشاهد في كل صيف حفل افتتاح مميزا وبطريقة تختلف عما سبقه من مهرجانات، وأرجو للمصطافين في هذا العام بجدة كل متعة وأن يشاركونا الاستمتاع بجمال جدة، كما ترون في هذا المساء كل شيء مبدع، حتى الجو مبدع، الهواء جميل والحضور كان رائعا والتجاوب كان كبيراً والحمد لله على ذلك''. كما قدم أمير منطقة مكةالمكرمة تهنئته للأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة على النجاح والتنوع الذي حظي به المهرجان في نسخته هذا العام والغرفة التجارية الصناعية بجدة وأمانة جدة وكافة مواطني جدة على هذا الإبداع غير المستغرب عن جدة وأهلها. من جانبه، أوضح الأمير مشعل بن ماجد أن مهرجان صيف جدة ينطلق إلى آفاق جديدة هذا العام، من رصيد وافر من النجاح على مدى 14 عاماً مسجلاً في أروع صورة ملامح من التحول الحضاري والمشاريع الكبرى والفعاليات المحلية والدولية التي جعلت من عروس البحر الأحمر المكان المفضل للعديد من المؤتمرات الدولية في مجالات العلم والثقافة والسياحة والاقتصاد. وأضاف ''كيف لا وهي المدينة العريقة التي تحظى بالرعاية والاهتمام من قيادتنا الرشيدة أيدها الله وتثبت في كل يوم من خلال متابعة الأمير خالد الفيصل المزيد من الإنجازات مرحبة في كل وقت بضيوفها وزوارها فخورة على الدوام بمكانتها المتقدمة والمتميزة على خريطة السياحة الداخلية والدولية''. إلى ذلك، قال صالح بن عبد الله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة إن البعض كان ينظر للسياحة حتى وقت قريب على أنها نوع من (الترف)، وكان الاهتمام بالسياحة الداخلية يبدو متواضعاً جداً مقارنة بالإمكانات الكبيرة والمقومات التي تملكها العديد من مدن المملكة وعلى رأسها محافظة جدة. وأضاف كامل ''لكن الأرقام الكبيرة التي أكدت وجود ما يزيد على 4 ملايين سائح سعودي يتوجهون سنوياً لقضاء إجازاتهم خارج الوطن، فتح أعين الكثيرين على الخسائر الفادحة التي نتكبدها بإهمال هذا المنتج الذي يمكن أن يصبح منجما للذهب''. وتابع ''لعل تقرير المجلس العالمي للسفر والسياحة الذي توقع نمو هذه الصناعة إلى 55.8 مليار ريال نهاية العام الجاري، لتمثل نحو 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، دعم هذه التوجه، وجاءت أرقام الهيئة العامة للسياحة والآثار لتكشف أن نصيب الإنفاق على السياحة الداخلية من إجمالي الإنفاق في العام الماضي 2011م بلغ 46 مليار ريال، فيما بلغ الإنفاق على السياحة الخارجية 36 مليارا، وهي أرقام مهمة تدعونا لتكثيف الجهود وتسريع الخطى في صناعة السياحة''. وكشف رئيس غرفة جدة أن العروس شهدت منذ خمس سنوات وتحديداً مع تولي الأمير خالد الفيصل إمارة منطقة مكةالمكرمة نهضة سياحية كبيرة في جميع مرافقها، وأردف ''لعب الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة ورئيس مجلس التنمية السياحية دوراً كبيراً في هذه التنمية بدعمه ومتابعته لمهرجان المحافظة السنوي، وحرصه على أن يظهر في كل عام بثوب أفضل وأجمل من الذي يسبقه، وتحول مهرجان جدة إلى مناسبة حقيقية لإظهار قدرات وإمكانات عروس البحر الأحمر التي تملك 70 مدينة ترفيهية و360 مركزاً تجارياً، و105 أسواق شعبية وقديمة، وشاطئا ساحليا رائعا يطل على أجمل مكان في البحر الأحمر. ولفت صالح كامل إلى أن التفاؤل سيد الموقف بأن يحقق مهرجان جدة 33 نجاحا غير مسبوق في ظل وجود شباب متحمس يعملون ليلا نهارا من أجل رفعة اسم وطنهم عالياً، وتحقيق أحلام وآمال هذه البقعة الغالية في جسد الوطن. في هذه الغضون، استهل الدكتور خالد الحارثي رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان كلمته بأغنية فنان العرب محمد عبده (دستور يا الساحل الغربي.. فليت في بحرك شراعي)، وقال ''إنه شراع الإدارة الذي يقوده رجال أوفياء حولوا جدة إلى ورشة عمل كبيرة حتى تصبح أكثر جمالاً وتتحول إلى عروس السياحة العربية كما يتمناها قائد مسيرة التنمية الشاملة في منطقتنا الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة''. وأضاف الحارثي ''لقد تغيرت استراتيجية مهرجان جدة خلال العام الجاري وأصبح هناك مفهوم جديد للعمل التكاملي بين جميع القطاعات وأثمرت ال 22 ورشة التي عقدت بغرفة جدة عن مقترحات رائعة وخرجنا بدراسات علمية واضحة كشفت لنا مكامن الخلل في النسخ السابقة، ومصدر القوة''.