ضمن البرنامج الدعوي الرئيس المصاحب لفعاليات معرض وسائل الدعوة إلى الله تعالى (كن داعياً ) الرابع عشر الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة تبوك في الفترة من 20-29/4/1433ه ، ألقى فضيلة الشيخ / عبدالرحمن بن غنام الغنام وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد لشؤون الدعوة بالإنابة عن فضيلة الدكتور الدكتور توفيق ابن عبدالعزيز السديري اليوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر 1433 ه محاضرة بجامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز ( الدعوة ) بمدينة تبوك بعنوان: ( دور الشباب والمجتمع في تحقيق الأمن).
وقد استهل فضيلته المحاضرة بشكر الله تعالى والثناء له ، وقال : والله لو صارت الأمم والدول على ما نهجته هذه المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لما اصابتنا القرون ولما شاهدنا ما شاهدناه هذه الأيام من عوالج تعتلج تلك البلاد ، وتقر مضاجع أهلها ، فهم يئنون تحت الحرب ، وتحت الضنك ، وتحت الإحتلال ، مؤكداً أن توفر الأمن مطلب ضروري ، والإنسانية أحوج إليه محاجتها الى الطعام والشراب ولذا قدمه إبراهيم – عليه السلام – على الرزق ، قال : سبحانه وتعالى ( وإذا قال إبراهيم رب أجعل بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات ، من آمن منهم بالله واليوم الآخر ، وقال ومن كفر فامتعه قليلاً ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير } . وأضاف فضيلته يقول : والأمن نعمة وعد الله بها عباده الذين يعبدونه ، ويوحدونه ويذبون عن دينه ويحمون حماه ، ولقد دعا القرآن الكريم في آيات كثيرة الى المحافظة على الأمن بكافة جوانبه ، الأرض ، والوطن ، والنسل ، والإسلام نهى كل ما يخل بالأمن ولو كان أمر صغيراً ، فقد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم– أن يروع أخاه المسلم قال تعالى : { لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً} . وقال الشيخ الغنام : والأمن ليست عملية قاصرة على رجال الأمن وحدهم ولا على الدول وحدها ، ولذا لا يصح أن يتكل واحد على الآخر في تحقيقها ، فيجب على كل عاقل أن يحافظ على أمن البلاد ، وذلك بالحفاظ على العقيدة الصحيحة أولاً ، فا الإعراض عن أمر الله - سبحانه وتعالى - سبب في زوال الأمن ، وحلول الخوف ، والفزع .
وأكد وكيل الوزارة المساعد لشؤون الدعوة أنه يجب أن يشعر كلاً منا كل بحسبه أنه مسؤول بين يدي الله - عز وجل - عن أي اخلال بالأمن من جهته ، أو إثارة للفتنة بقول أو عمل ، وأن ينكر على كل من أخل بأمن المسلمين على أن يكون إنكاره عليه مفيداً بالضوابط الشرعية ، وأن من أخل بأمنهم فقد أخل بدينهم ودنياهم ، مبيناً أن هذا الأمن لا يتحقق الا بدولة قوية تحكم الناس ، وتسوسهم الى ما فيه صلاح في المعاش والمعاد .
بعد ذلك أفاد فضيلته أن الدعائم الأساسية لصورة موجزة للشباب والمجتمع في حفظ الأمن ، منها : ضرورة التمسك بالعقيدة الإسلامية الصحيحة ، والأمثلة على ذلك كثيرة ما في المجتمعات التي لا تدين بالعقيدة الإسلامية ، حيث يقوم الأمن وتكثر الجريمة عائداً بالله من ذلك والعقيدة الإسلامية الصحيحة تؤدي الى نشر الأمن والأمان . وأوضح فضيلته أن المحافظة على الوسطية والاعتدال والبعد عن التطرف ، ومن أبرز مميزات الوسطية الأمان ، فالوسطية تمثل منطقة الأمان ، والبعد من الخطر، فالأطراف عادة تتعرض للخطر والفساد بخلاف الوسط ، فهو مخبأ ومحروس بما حوله . فالغلو في الدين فيه مشقة ، وهو يتعارض مع تعاليم الاسلام الداعية الى اليسر ، ورفع الحرج فيسر الإسلام خاصة من خصائصه التي اختلف بها عما سواه من الأديان .
وأكد الشيخ الغنام أن من الدعائم السمع والطاعة لولى الأمر ، فالواجب على الشباب وغيرهم السمع والطاعة لولي الأمر ، وذلك من خلال عدم الخروج على النظام العام ، والقوانين المنظمة على حركة المجتمع ، فطاعة ولى الأمر مكملة لطاعة الله -سبحانه وتعالى- وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى:
{ يا ايها الذين أمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه الى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير لكم وأحسن تأويلا } . وزاد فضيلته قائلا : الدعائم المهمة أيضأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل بحسبه وعلى قدر المهنة التي منها وذلك حتى تنتشر الفضيلة وتنقطع الرذيله . ومن الدعائم محاربة الشائعات فالواجب على كل مواطن وخاصة الشباب أن يحدد من الشائعات المفرضه باعتبارها مهول هدم لتيار الجماعة ، ومن الدعائم ابضاً العمل على تدعيم التعاون والترابط بي أفراد المجتمع ، قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان } ، كذلك من الدعائم المحافظة على هوية المجتمع ، وأخلاقه ، فبناء الأمة يقوم على اخلاقها . وفي ختام محاضرته ، حذر فضيلته الشباب من تيارات العولمة ، والتغريب الذي يريد سلخ المسلمين من هويتهم الدينية والثقافية ، فالأمة تتعرض لغزو فكري ثقافي كبير لابد من مجابهته ، ولا يكون ذلك الا بالتمسك بالعقيدة الصحيحة ، ولا بد من تحقيق الأمن الفكري والثقافي لأبنائنا ، ومن الدعائم ايضاً تحلي الشباب بمقومات المواطنة الصالحة وهي من الوسائل التي تعاني على تحقيق الأمن في المجتمع ، وهي تلك الصفات والسجايا اللازمة توفرها لإفراد المجتمع يعرفون واجباتهم نحو خالقهم أولا ثم نحو نفسهم وذويهم ومجتمعهم وامتهم . وولاة الامر فيهم ، وعن طريق التربية الإسلامية الصحيحة يعرفون حقوقهم وواجباتهم . ثم أجاب فضيلته على الأسئلة الموجهة من الحضور ، كما قدم لفضيلته درعاً تذكارياً بهذه المناسبة .