أرجعت مصادر عاملة في قطاع السفر والسياحة، الارتفاع الحاصل حاليا في أسعار تذاكر خطوط الطيران إلى إضافة ضريبة وقود على سعر تذكرة الطيران الواحدة، التي تمثل تقريبا نحو 20 في المائة أو أكثر من السعر الإجمالي للتذكرة. وبين المسؤولون، وفق ما ذكت صحيفة الاقتصادية في عددها الصادر اليوم الجمعة, أن صيف هذا العام شهد تحولا كبيرا في حجوزات المسافرين السعوديين إلى وجهات جديدة، لم تكن نشطة في أجندة سفرهم سابقا، عندما كانت حجوزاتهم موجهة بنسبة كبيرة إلى الدول العربية السياحية، كمصر، سوريا، بيروت، وتونس، مرجعين تراجع هذه الحجوزات إلى الاضطرابات السياسية التي شهدتها تلك الدول. وأوضح خليل النشمي المشرف على مكاتب شركة كانو للسفر والسياحة في الدمام، أن إضافة ضريبة الوقود إلى أسعار التذاكر يعد السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، إذ إن المسافر الذي لا تحمل تذكرته ضريبة وقود، لا يستطيع إصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة، حتى ولو كان حجزه مؤكدا. وأبان النشمي، أن موسم هذا العام يشهد ارتفاعا ملحوظا في أسعار تذاكر الطيران، تصل نسبته إلى نحو 50 في المائة، مقارنة بالأسعار خلال العام الماضي لمختلف الوجهات، حيث يتركز هذا الارتفاع بشكل معتاد فيما بين الفترة من منتصف يونيو إلى منتصف سبتمبر من كل عام، وذلك باستثناء شهر رمضان المبارك، إذ يعتبر تركز معظم الحجوزات خلال فترة معينة من العام، من ضمن عوامل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، إلى جانب إضافة ضريبة الوقود. وقال النشمي: "هناك إقبال ضعيف جدا من المسافرين السعوديين على وجهات السفر العربية، وذلك بعد الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية السياحية، التي كانت وجهات مميزة للسعوديين في فترات ماضية، إذ أصبح الإقبال ضعيفا مقارنة بأعوام سابقة، على كل من مصر، بيروت، تونس، وعمان، فيما أخرج كثير من السعوديين، سوريا من أجندة سفرهم في الموسم الحالي، وذلك بسبب الاضطرابات الداخلية التي تشهدها حاليا". وأضاف النشمي: إن هذه الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي في بعض الدول العربية، أدى إلى نشاط وجهات سفر لدول أخرى غير عربية كالهند وسيريلانكا، أما فيما يخص أكثر الوجهات إقبالا فقد احتلت تركيا المرتبة الأولى في وجهات سفر السعوديين، بنسبة زيادة تصل إلى نحو 70 في المائة عن العام الماضي، حيث تجاوز عدد السياح السعوديين الذين زاروا تركيا خلال العام الماضي نحو 80 ألف سائح، مقارنة بنحو 66 ألف سائح في عام 2009، في حين احتلت ماليزيا المرتبة الثانية في وجهات سفر السعوديين، بعدما كانت متصدرة في العام الماضي، مشيرا إلى أن حجوزات السعوديين إلى الدول الأوروبية تعتبر ثابتة في كل عام باستثناء نمو بسيط يراوح بين 5 إلى 10 في المائة.