بالسيناريو ذاته مع اختلاف الزمان، أعاد التاريخ إنتاج نفسه في لجنة الطائف الأدبية بعد هدنة نحو سنة، عادت معها اللجنة إلى واجهة الأحداث في وكالة وزارة الثقافة والإعلام بعد الإعلان عن استقالة رئيستها الدكتورة حنان عنقاوي التي بررت ذلك بانضمامها إلى ممثلي المملكة في اليونسكو. غير أن بعض عضوات النادي شككن في تبرير عنقاوي، فيما أظهرت تصريحات عبدالله الأفندي مدير عام الأندية الأدبية سابقا بأنه كان على اطلاع على كل ما يتعلق بالأندية ويحدث بها، وذكر منها الخلاف والاختلاف بين عضوات اللجنة النسائية في أدبي الطائف، ما يشكل دليلا قاطعا على وصول شكاوى رسمية من بعض العضوات إلى وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وذلك يتناقض بدوره مع ما نفته عنقاوي عن أسباب استقالتها لعدم تفاهم وتناغم عضوات اللجنة، وحتى لا تحرج نفسها مع من أطلقت عليهم الدكتورة وفاء خنكار، إحدى عضوات اللجنة، ما سمته «حكومة الظل» التي تحكم النادي والمكونة من نائبة الرئيسة سارة الأزوري ورئيس لجنة إبداع الدكتور عالي القرشي. من داخل عاصفة الجدل، تقصّت شمس الحقيقة ووقائع السجال بين الأطراف المعنية، حيث وجهت الدكتورة وفاء خنكار اتهاما إلى إدارة نادي الطائف الأدبي بالمحاباة والتحيز «هناك حكومة ظل تحكم النادي الأدبي الذي يفترض أن إدارته بيد حماد السالمي ورئيسة اللجنة النسائية في النادي سابقا الدكتورة حنان عنقاوي، لكن الواقع أن من يسير النادي هي حكومة ظل مكونة من رئيس لجنة إبداع الدكتور عالي القرشي وزوجته نائبة رئيسة اللجنة النسائية سارة الأزوري». وترجح خنكار أن يكون السبب الحقيقي لاستقالة عنقاوي عدم قدرتها على الفصل في خلافات عضوات اللجنة، خاصة أن أغلب الملاحظات والشكاوى تأتي على نائبتها سارة الأزوري زوجة زميل عنقاوي في عملها الجامعي، ولذلك تفضل عدم تعريض نفسها للحرج معهما. وعددت عضو اللجنة أوجه المحاباة التي تحظى بها سارة الأزوري «احتفاء النادي بأمسية خاصة لها, والاحتفاء بكتابها ووضعه في موقع النادي رغم أنه ليس من إصدارات النادي, تخصيص مشاركتها بيوم القصة العالمي وإقصاء كل من خنكار والصافي عن يوم الشعر العالمي... إلخ». كما أوردت عددا من التجاوزات التي قالت إنها وقعت إما من سارة الأزوري أو من محاباة الإدارة للدكتور عالي القرشي والأزوري، وذلك ضمن تقرير وجه مرتين إلى إدارة النادي، وتجاوزت خنكار في تقريرها مسألة دعم سارة الأزوري من قبل زوجها إلى حد أنها ذكرت وتساءلت: «لماذا يتم ترشيح مديرات الأمسيات والمشاركات وفق العلاقات الخاصة بالدكتور عالي وزوجته مثل مشاركة اعتدال ذكر الله زوجة حسن البطران الذي أسهم في إشراك سارة الأزوري في أمسية بأبوظبي؟ هل هو تبادل للمصالح المشتركة؟». في عهدة الوزارة وتضيف خنكار: «أملت أن يتم عقد اجتماع معهن لمناقشة هذه الأخطاء، غير أن الخطاب الأول الموجه «أدبيا» إلى رئيس النادي، والذي سلمت نسخة منه يدا بيد للدكتورة حنان عنقاوي المعنية الأولى بالأمر, غير أنها تهربت من عقد اجتماع حوله متعذرة بأن الخطاب موجه إلى رئيس النادي وليس لها، وقد وجه رئيس النادي وقتها بانتخاب نائبة وسكرتيرة جديدة في حال رغب الأغلبية في تغيير النائبة غير أن هذا لم يحصل, ورفع الخطاب الثاني وتم تجاهله كذلك وبعدها تم التوجه مباشرة إلى وكالة الوزارة ورفعت لهم كل الخطابات والأوراق والشكاوى واجتمعت والشاعرة سارة الصافي مع الدكتور عبدالله الجاسر، خصوصا لهذا الأمر، والآن تحولت الأوراق إلى وكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان». بلبلة وتشويش من جهة أخرى رفض الدكتور عالي القرشي أن يتدخل في الأمر، مشيرا إلى أن المعني بهذا الأمر هي إدارة النادي ممثلة في حماد السالمي الذي نفى بدوره أن تكون هناك أي محاباة لسارة الأزوري «أي كلام عن محاباة لسارة الأزوري أو للدكتور عالي القرشي كذب وافتراء ولا أساس له من الصحة». وأضاف: «وفاء خنكار متضامنة مع العضو المستقيلة الشاعرة سارة الصافي وتحاولان - خنكار والصافي - إثارة البلبلة والتشويش على ما تقوم به اللجنة». لا محاباة وأبدت سارة الأزوري، محل الجدل، استغرابها من كل ما يقال عن مشكلات اللجنة النسائية «أي شيء حدث في اللجنة النسائية كان في حدود الخلاف العادي الطبيعي الذي لا يفسد للود قضية» غير أنها استنكرت مسألة المحاباة «لم يطبع لي النادي ولم أذهب على حساب النادي لأي مكان إلا مرة واحدة ذهبت فيها كل عضوات اللجنة جميعها، فأين المجاملة والمحاباة؟ كنت مجرد نائبة لا أزيد عنهن في شيء، وليس لدي صلاحيات أكثر منهن» .