كشفت هيئة الطيران المدني السعودية عن تقديمها دراسة للمجلس الاقتصادي الأعلى تتضمن برنامجا متكاملا عن تحرير الأسعار في السوق المحلية والخطوط التي يجب أن تستمر، ويقدم لها الدعم من الدولة، وتلك التي سيتم التعامل معها كشرائح جديدة في الأسعار. وقال المهندس عبد الله بن محمد نور رحيمي رئيس هيئة الطيران المدني أمس، في جدة إن معظم شركات الطيران تعزف عن الاستثمار في النقل الجوي السعودي، نظراً لإلزامية النقل الداخلي الذي يعد قطاعا غير مربح بالنسبة لهم، وأضاف "شركات الطيران إذا لم تلزم بالنقل الداخلي ستقدم على الاستثمار لأن النقل الدولي مربح، ونحن نحاول عمل دراسات متكاملة وتشجيعية للنقل الداخلي لأنه قطاع مهم جدا، والمملكة تحتاج إلى سعات مقعدية أكثر من الموجود حالياً، فالخطوط السعودية لديها قدرة محددة، حيث تأخذ من 17 – 18 مليون مسافر سنوياً وهو ما يمثل ثلثي السوق المحلية، أي أن معظم طاقتها مستهلكة محلياً في سوق لا تعطيها أرباحا، ولذلك لا نريد إضعافها أكثر". ولفت رحيمي الذي كان يتحدث على هامش توقيع إبرام عقد امتياز الإعلانات في مطارات المملكة إلى أنه في كل دول العالم هناك خطوط إلزامية مدعومة من قبل الدولة، وأردف لكن لها معايير معينة، ونحن قدمنا للحكومة عددا معينا من الخطوط الإلزامية التي تحتاج إلى الاستمرار والدعم من قبل الدولة، والخطوط التي سنتعامل معها بالأسعار كأسعار شرائح جديدة، وهذه الشرائح مواتية لكل مواطن في السعودية، فالذي ليس لديه قدرة وقام بالحجز قبل شهر أو 15 يوما سيجد أقل الأسعار. وبالنسبة لتحرير الأسعار، أوضح رئيس هيئة الطيران المدني أن الدراسات تم عملها ومراجعتها وتقديمها مرة أخرى للمجلس الاقتصادي الأعلى، مشيراً إلى أنها مهمة جدا للقطاع الجوي، ولا سيما أن العرض متزايد، وهناك نمو كبير جداً. وقال "الأسعار لم تتغير منذ فترة طويلة وأصبحت متدنية نسبة لعوامل التضخم في كل مدخلات صناعة الطيران، فالتضخم في الطيران تراوح بين 80 – 100 في المائة، في الطائرات، الوقود وغيرها، والدراسة قدمت للمجلس الاقتصادي الأعلى ونتوقع ظهورها قريبا، حيث العرض أكبر من الطلب في السوق المحلية، ومعظم الشركات تعمل بخسارة، ولذلك من المهم وجود خدمة ومستوى سعري يوافق الجميع. أما عن عودة شركة سما للطيران، أفاد رحيمي إلى أن ذلك يعود لملاكها، وتابع ربما أعاقتهم أمور مالية، بالنسبة لنا في الهيئة سوف ننظر للعرض والطلب ونرخص لشركات نقل تجاري جديدة بناء على هذا الأساس. وأرجع المهندس عبد الله رحيمي المشكلات التي حدثت خلال فترة الصيف في بعض المطارات إلى تزاحم المواسم في وقت واحد، وقال "بالنسبة لمشكلات الصيف، المسألة عرض وطلب في السوق المحلية، المواسم جاءت مع بعضها في وقت واحد، الصيف، رمضان، الإجازة، ونحاول تفاديها من خلال الرحلات الإضافية من قبل شركات الطيران. وتوقع رئيس هيئة الطيران المدني أن تحصل الهيئة على عائدات قيمتها مليار ريال خلال السنوات العشر مدة العقد، وقال "العقد عبارة عن مشاركة، فكلما نمت عائدات الشركة الفرنسية تزيد عائداتنا تلقائياً مع هذه العملية". من جانبه، قال السيد جين تشارلز ديكو – رئيس المجلس التنفيذي ونائب الرئيس التنفيذي في شركة JCDecaux "نحن سعداء بفوزنا بهذا العقد مع الهيئة العامة للطيران المدني، وأيضاً بصدارتنا عالم الإعلان في مطارات المملكة". وقامت شركة JCDecaux ATA على شراكة بنسبة 60 / 40 في المائة بين الشركة الأم JCDecaux وشريكها السعودي ATA. وسيغطي العقد الموقع أربعة مطارات دولية هي مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومطار الملك فهد الدمام، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدنية المنورة، إضافة إلى 22 مطاراً أخرى منتشرة في أرجاء المملكة. وقدمت المطارات السعودية خدمات السفر لنحو 45.3 مليون مسافر خلال عام 2009م وحده، من بينهم 39.4 مليون مسافر انتفعوا بخدمات المطارات الدولية الأربعة، علما بأن حركة المسافرين في الشرق الأوسط سجلت أعلى معدلات النمو في السوق العالمية بزيادة قدرها 7.1 في المائة خلال عام 2009.