الخبر الذي نشرته صحيفة الإقتصادية في عددها 6215 بتاريخ 17 أكتوبر 2010 والذي مر بسرعة الطائرات الكونكورد وإختفى في السماء كطائرات الشبح دون أن ينتبه له أحد أو يعقب عليه , قد يكون عملية تكتيكية الهدف منها جس نبض للشارع وقياس ردة فعله كطائرات الأواس أو التمهيد لمرحلة قادمة تشهد تغيراً ملحوظاً في أهداف و سياسات الطيران الداخلي , لكن إذا ما كان ذلك الخبر صحيحاً والدراسة وافية الشروط وأصبح القرار حيز التنفيذ بالتأكيد سيحقق آمال أطرافاً عدة ويعود عليها بالنفع لكن في نفس الوقت ستصيب المواطن في مقتل كطائرات ال إف 16, يقول الخبر " كشفت هيئة الطيران المدني السعودي عن تقديمها دراسة للمجلس الإقتصادي الأعلى تتضمن برنامجاً متكاملاً عن تحرير الأسعار في السوق المحلية والخطوط التي يجب أن تستمر ويقدم لها الدعم من الدولة وتلك التي سيتم التعامل معها بشرائح جديدة في الأسعار " ويبرر معالي المهندس عبد الله رحيمي رئيس هيئة الطيران المدني الدراسة بقوله "إن معظم شركات الطيران تعزف عن الإستثمار في النقل الجوي السعودي نظرا لإلزامية النقل الداخلي الذي يعد قطاعاً غير مربحاً بالنسبة لهم " يا معالي المهندس يا رحيم القلب هل قلبك على شركات الطيران التي تكاد تنفجر أحشائها من كثرة " التخمة " أم على المواطن البسيط الذي تكاد أمعاءه تلتصق من شدة الجوع , ألم يتفطر قلبك ألماً على المواطن الذي يكاد لايكفيه راتبه عندما تصبح قيمة تذكرة لوجهة محلية مقاربة لأسعار الرحلات الدولية إذا ما طبقت فكرة تحرير الأسعار ، هل تدرك معنى قرار كهذا تُحسب فيه قيمة التذكرة على أساس ساعات الطيران بغض النظر عن الوجهة فتصبح قيمة تذكرة جدةالرياض مثلا مساوية إلى حد ما من قيمة تذكرة جدهالقاهرة ، إذاً ما الهدف من قرار كهذا !!هل هو تحقيق مصالح للوطن, يإفتراض ذلك هل يمكن أن تكون بمنأى عن مصالح المواطن وهو جزء منها ومصلحته من مصلحتها , وهل يمكن يتخذ أي قرار بإسم الوطن أو أن يقاس أي إنجاز ووصفه بالأمثل مالم ينعكس إيجاباً على رفاهية المواطن , أم أن هناك ثمة ضغوط من تلك الشركات بدلت القناعة وغيرت المسار تجاه قضية تحرير الأسعار . يا معالي المهندس إن شركات الطيران سعت إلى دخول السوق السعودي وهي على علم بكل تفاصيله ومكوناته وقامت بعمل الكثير من الدراسات المالية والإقتصادية ودراسات الجدوى و الخ من تلك الدراسات والتي لربما لا تمتلكها الهيئة , ألم يكن شرط الهيئة الأساس لإصدار الموافقات والتراخيص لمزاولة عمل تلك الشركات هو قيامها بتغطية الوجهات المحلية والتي تربط مدن المملكة ببعضها وهو ما لم تستمر عليه طويلاً وسرعان ما إنقلبت على جميع إلتزاماتها وبدأت بتسيير رحلاتها دولياً وأوقفت نشاطها الداخلي بحجة أنه لا يغطي تكاليفها بالرغم من أن خدماتها لم تكن بالمستوى المطلوب ، وأخيراً وفي مشهد متطور توقفت تماما عن العمل كوسيلة ضغط جديدة تمارسها على الهيئة فتذعن بذلك لشروطها ، وهو ما يفهم من تلك الخطوة غير المباركة , يامعالي المهندس الخطوط الدولية تغطيها شركات عديدة ولا نحتاج إلى المزيد منها ، وكل ما نتطلع إليه هوشركات طيران محترمة تغطي الرحلات الداخلية بالأسعار السائدة وبما يتناسب ومدخول المواطن الذي لا يتحمل أي أعباء إضافية ، لأن أي إرتفاع في أسعار التذاكر أو الخدمات بشكل عام يجب أن يقابلها زيادة بنفس النسبة أو أكثر على دخل الفرد ، يا معالي المهندس رحيمي كأني بالمواطن الذي لا يملك أدوات ضغط يقول لك " إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " . فاكس 6602228 02