خلق الله الإنسان ووهبه الحرية المطلقة وسخر له ما في البر والبحر لينعم بالحياة الدنيا لعمارة الأرض كما يحب الله ويرضى . ومن أهم الحريات التي حفظها الإسلام حريةُ المرأة ، فالإسلام اعطَى النساء حق العيش والحياة بعد أن كنّ يدفنّ أحياء في الجاهلية أيضا حفِظَ لها حقوقها المالية الفكرية والاجتماعية والأسرية والروحية ، ورد لها اعتبارها بعد أن كانت تُعامل كمتاعٍ مملوك ، الإسلام أعطى للمراة الحرية والاستقلالية بل جعلها قائدةً ومستشارةً كما ورد في الآيات الأحاديث وقصص التاريخ . ومع كل هذا الإسلام حفظ للمراةٍ جمالها و أنُوثتها وحياؤها . المرأةُ كالزهرةِ لا تنمو وسط الصحراء القاحلة تحرقها شمس التشدد ،يعنفها الجفاف ، تبعثرها الرياح يخيفها الظلام حتى تصاب بالإحباط والاكتئاب. ولا في الأنهار الجارفةِ يغرقها التيار تصطدمُ بالصخورِ والاحجار تختلط بالوحل والاقذار. بل لا بُد من بيئة متوازنة تجمع بين التربية الإسلاميةِ ومتطلبات العصر وجذور ثابتة قوية راسخة على القيم والعادات بالمنطق والعقل وضوءٍ يغذي روحها يبني داخلها نفس مُخضرة بحب الله اولا والتقرب إليه بالحياء والاحترام لتعاليم الدين و للوالدين و حب الوطن والحرص على ان تكون زهرة واثقة من نفسها تملك نفس آمنة مطمئنة تسر الناظرين . وهذا ما حققه الإسلام للمرأة وبهذه الصورة الجميلة برز نساء المسلمين في جميع عصور التاريخ على مختلف مراحلة. فهذه خديجة وتلك فاطمة وعائشة وغيرهن من أمهات المؤمنين والصحابيات رضي الله عنهن وتلك شجرة الدر وفاطمة السمرقندي وعائشة الباعونية و زبيدة بنت جعفر وغيرهن من من صنعن التاريخ . ومن عصرنا وعصور قريبة منه الكثير والكثير . وأعجب من من يضع المرأة في كفة ميزان اما ان تدفن حية أو ان تتغرب وتنسلخ من جلدها باسم الحرية . الحرية يا سادة ليس حجاب يمزق أو هروب من الاهل الحرية ليس حياء يجرد الحرية ليست سكين نعطيها الأعداء ودول الغرب ليمزق بها ديننا ووطننا ويصيد في الماء العكر . الحرية هي حجاب هي حياء هي امن هي وطن وهي رقي فكري وأخلاقي. ونحن في وطن الله الحمد يهتم بالمرأة وحقوقها فهاهن نساء بلدي يتعلمن و يعملن في جميع المجالات لم يمنعهن الحجاب ولم يتجردن من الحياء . المرأة في بلدي تبني تصنع تعلم تقود سيارتها وأسرتها ووطننا بكل أمن وأمان وحرية بفضل من الله ثم بحكومتنا الرشيدة . لنقف مع عقولنا لحظات ونتامل الشعرة الفاصلة بين الحرية والتشدد والانحلال .