عبر هذه الصحيفة المتميزة وبمناسبة قرب حلول اليوم الوطني الثامن والثمانون لمملكتنا الحبيبة " المملكة العربية السعودية " الذي يحل موعده في الثالث والعشرون من شهر سبتمبر لعام 2018 م الثالث عشر من شهر محرم لعام 1440ه تتهافت الأقلام وتعج الصحف بأعذب المقالات وأجمل العبارات للتعبير عن حب الوطن ، فهو الحب والعشق الذي لاينتهي عند المواطن لوطنه ، فمهما بعد المواطن وتغرب عن وطنه لابد له من الرجوع إليه كونه أقرب الأماكن إلى قلبه ففيه يقطن أهله وقرابته وأصدقائه . فيه ذكرياته فقد عاش على أرضه وترعرع على ترابه وأكل من خيراته . حب الوطن ليس مجرد روايات تحكىّ أو تكتب بل هو حب قائم على مبدأ وإخلاص وغاية ، فالوطن هو عين المواطن التي يرى بها وقلبه الذي ينبض داخله ، هو الأمن والسكينة والإستقرار ، هو السند لمن لاظهر له ، هو البطن الثاني الذي يحملنا بعد بطن الأم ، هو المكان الذي قد تغادره أقدامنا ولكن قلوبنا تظل ساكنة بداخله . لابد لنا أن نفخر بوطننا المعطاء . نفخر بتلك الصحراء القاحلة التي تحولت إلى ناطحات تلوح في السماء .. وتلك الأراضي اليابسةالتي أصبحت ريانة خضراء .. وتلك العقول الأمية التي استحالت أطباء ومهندسين وعلماء إني لأفخر .. فهل في الأوطان مثل وطني ؟! يقصده الداني والقاصي لزيارة مسجد الرسول الكريم صل الله عليه وسلم والحج لبيته العتيق فيه قبلة المسلمين . بترابك الطاهر ياوطني امتزجت دماء آبائي وأجدادي .. بترابك الطاهر رسخت جذوري .. واخضرّت أغصاني .. وازدهرت أوراقي .. إن كنوز الأرض كلها لا تساوي ما يخمرني عندما رسخت قدماي على أرض الوطن .. وامتلأت رئتاي من شذا نسيمة الندي . في تلك اللحظة أحسست أنّ كل ذرة رمل فيه تعانقني .. لقد عشت في أحضان وطني الغالي .. أنعم بالعز والمجد والرخاء .. نعم يا مملكة العطاء .. لقد شغفت قلبي حباً وتجاوزت بإشراقتك كل مقاييس الحضارات ورقيها .. ليس في مناظرك العمرانية العملاقة فحسب .. بل في جوهرك النقى وحضارتك العريقة .. لقد أحببتك أيها الوطن من أعماقك .. وها نحن نبادلك الحب بالحب .. فلتبقَ يا أغلى وطن شامخاً .. ولتبقَ قوةً راسخةً بسواعد أبنائك .. حفظك الله من كل مكروه .. وحفظ لك حماة عزك ورعاة مجدك مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والأسرة المالكة الكريمة وشعب المملكة الأبي . بقلم : محسن النمري