شهدت جامعة الطائف نقاشاً تفاعلياً من ممثلي الجهات الشريكة في تنظيم فعاليات سوق عكاظ ، لطرح أفكار مبتكرة لتطوير فعاليات السوق في دورته ال11 وتفعيل دور المجتمع المحلي فيها . وعقدت الورشة بالشراكة بين جامعة الطائف والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، وبمشاركة الأكاديميين والأكاديميات من منسوبي جامعة الطائف ، وحضور عدد من أعضاء اللجنة العليا للسوق في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، وكذلك عدد من مسؤولي الجهات الحكومية المعنية بالمشاركة في الفعاليات الثقافية في السوق . وأكد مدير جامعة الطائف الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان ، في كلمته الافتتاحية للورشة ، حرص الجامعة منذ تأسيسها على خدمة محافظة الطائف ودعم أنشطتها الثقافية والسياحية والمجتمعية ، ومنها المشاركة في تنظيم فعاليات سوق عكاظ في دوراته العشر الماضية . وأشار الدكتور زمان إلى أهمية عقد ورشة العمل بمشاركة جميع الجهات والمؤسسات الأكاديمية والثقافية والعلمية في محافظة الطائف ، لتبادل الآراء ووجهات النظر حول أفضل الممارسات التي ترتقي بسوق عكاظ إلى مرحلة جديدة ، تتفق مع التوجه الذي أعلن عنه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان ، والمتمثل في جعل "سوق عكاظ وجهة عالمية ". ولفت مدير جامعة الطائف إلى أن سوق عكاظ مر بمراحل عديدة منذ انطلاقته قبل عشر سنوات بمبادرة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ، حتى وصل إلى ما وصل إليه ، من تطور في جميع أنشطته وفعالياته ، ليصبح مناسبة وفعالية وطنية وإقليمية كبرى ، ويتجه في مسيرته نحو العالمية . وأكد الدكتور زمان أن سوق عكاظ اليوم هو جزء من مشروع كبير وضخم هو مشروع "مدينة عكاظ "، والتي تعد بدورها جزءاً من مشروع أضخم وأكبر هو مشروع " الطائف الجديد "، مؤكداً أن جامعة الطائف تأتي في مركز الاهتمام والشراكة والمشاركة في جميع الفعاليات الثقافية في المحافظة . وأعرب مدير جامعة الطائف عن شكره وتقديره للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ، على جهوده ورؤيته لأن يحقق سوق عكاظ نجاحات قوية في المرحلة المقبلة . وناقش المشاركون في ورشة العمل ثلاثة محاور رئيسة ، شملت.. تطوير عناصر أنشطة السوق ، وأهمية الشراكة في تطوير السوق ، ودور المجتمع المحلي في تطويره . وتطرق النقاش في المحور الأول إلى عنصر الإبداع في اختيار الفكرة الرئيسة للسوق ، بعد أن بات يمثل احتفالية ثقافية تراثية تعد جزءاً من " القوة الناعمة " للمملكة ، وتحول كذلك إلى مقصد للمبدعين من العالمين العربي والإسلامي ، وهو ما يجعله أحد الآليات الإستراتيجية والتنموية لمنطقة مكةالمكرمة . كما تطرق النقاش إلى عنصر الإبداع في حفل الافتتاح ، الذي تطور سنوياً ، وأصبح في حد ذاته حدثاً ثقافياً يتضمن عروضاً فنية إبداعية تزاوج بين التراث والفن وإطلاق الطاقات الإبداعية ، ويحظى بمشاركة عدد من المسؤولين ونخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين من داخل المملكة وخارجها ، مع الإشارة إلى توافر الإمكانات للإبداع والتجديد في الحفل ليظل بداية متميزة لحدث بحجم سوق عكاظ وإرثه التاريخي . وطرحت خلال الورشة أيضاً أفكار حول الإبداع التقني في سوق عكاظ، ، إذ أصبح الاهتمام بالتقنية وإبداعاتها جزءاً أصيلاً من برنامج السوق ، من خلال توظيف الإبداع التقني في فعالياته المختلفة ، وكذلك في عرض الابتكارات التقنية والمشروعات الريادية ، فضلاً عن تحول السوق إلى منصة لعرض صورة معاصرة للريادة المعرفية والابتكارات التقنية ، وملتقى لمناقشة تطلعات أبناء الوطن للمنافسة العالمية في مجال التقنيات الحديثة ومتطلباتها . وقدم المشاركون آراء ومقترحات مختلفة للمحور الثاني " أهمية الشراكة في سوق عكاظ "، وتناولوا عنصر "ورش العمل وتجارب المبدعين ، والتي أثمرت من خلال إسهام الشركاء في الارتقاء بمستوى فعاليات السوق ، وتمثل ذلك في عقد ورش عمل في الشأن الثقافي والفني ، وعرض تجارب المبدعين في الشعر والسرد والفنون ، كما تطورت الندوات والمحاضرات والأمسيات لتشمل الندوة الكبرى ، وأمسيات شعرية ، ومحاضرات مسائية ، وأمسيات قصصية . كما تبادلوا الآراء حول " المعارض والعروض" المقامة في السوق ، والتي تشمل..واحة عكاظ للابتكار ، ومبادرة جرّب ، وأيام سوق عكاظ المسرحية ، والفنون الشعبية ، ومعرض المرأة والطفل للكتاب ، وعروض عكاظ للتحف والمقتنيات الأثرية والتراثية . وتطرق النقاش إلى أفكار جديدة تضيف إلى " تنوع الجوائز "، إذ أسهمت الشراكة بين مختلف الجهات في تنوع جوائز سوق عكاظ وتعددها لتغطي مساحة واسعة من الإبداع ، ابتداءً من الشعر مروراً بالفن التشكيلي ، والإبداع المسرحي ، والخط العربي ، وانتهاء بالفلكلور العشبي ، إضافة إلى شمول الجوائز والمسابقات لمجالات الشعر ، والحرف اليدوية ، والفنون ، والابتكار ، وريادة الأعمال . وطرح المشاركون في ورشة العمل آراءهم في المحور الثالث عن تفعيل دور المجتمع المحلي في سوق عكاظ ، عبر مناقشة مفهوم التطوع وأهميته ، ومجالات التطوع في السوق ، والتي تشمل تقديم الاقتراحات والمبادرات والأفكار الجديدة ، والتطوع المالي ، والاستقبال والتنظيم ، والأمن والسلامة والتعاون مع الجهات المعنية ، والإرشاد وتقديم المساعدة في مكتب الاستعلامات ، وأخيراً تنظيم حركة المرور والحشود .