«سلك ذوو طلاب المدرسة الثانوية الذين اعتدوا عليّ سبلاً مختلفة للحيلولة دون إنزال العقوبات النظامية بحق أبنائهم، إذ انهالت سيول اتصالاتهم على هاتفي لتتمحور أحاديثهم حول صحتي واستجدائي للتنازل عن حقي في القضية التي لا أزال أعاني من تبعاتها المؤلمة. بينما عمد بعضهم إلى العادات والتقاليد لمحو تبعات حادثة الاعتداء التي أرى أنها تمثل نقطة سوداء في تاريخ التربية والتعليم لن تزول إلا بعقوبة مشددة تحفظ هيبة المعلم التي باتت تتقوقع في الهاوية»، بهذه الكلمات بدأ مدير المدرسة المتوسطة المعتدى عليه من قبل طلاب مدرسة ثانوية مجاورة لمدرسته (في جنوبالطائف) أول من أمس سليمان الأزوري حديثه إلى من على سرير أبيض في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي. ولفت إلى إبلاغ إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف بخصوص وضع المدرسة الثانوية التي وصفها ب «المتسيبة»، وتحوي طلاباً ذوي مستويات علمية متدنية «من دون أن تحرك ساكناً، إذ اكتفت بتشكيل لجنة لمتابعة الظواهر السلبية، ولم نر جدواها الإيجابية على الميدان التربوي حتى الآن».وفيما كشف المدير (المعتدى عليه) لجوء بعض أولياء أمور الطلاب المعتدين عليه إلى مدير المرحلة الثانوية في «تعليم الطائف» للتفاوض حول إمكان التوصل إلى تسوية تذيب جليد الخلافات معه (المدير المضروب) من طريق العادات والتقاليد، قال الأزهري: «أضحينا في السنوات الأخيرة نفاجأ بين الفينة والأخرى بحوادث عنف أبطالها طلاب ضد معلميهم، إذ لم تكن هذه التصرفات العدوانية معهودة لدينا إبان دراستنا كطلاب في مراحل التعليم العام، وها نحن اليوم نزامل معلمينا السابقين في المهنة ونشعر بفضلهم بعد الله علينا في تنوير عقولنا ووضعنا على جادة الصواب التي حققت رغباتنا المستقبلية، وأشبعت طموحنا».وزاد الأزهري (بنبرة حزن ومعالم أسى): «تمتد خبرتي في مجال التربية والتعليم إلى أكثر من 15 عاماً ولم تواجهني طيلة هذه المدة مشكلة في تعاملي مع الطلاب سوى هذه الحادثة، التي لا زلت أجهل سببها». من جانبه، أكد أحد أقرباء الطلبة المعتدين أن مدارسهم تشهد حالاً من الفوضى وعدم الانضباط، معتبراً هجوم الطلاب على مدير المدرسة انتهاكاً لحقوق المؤسسات التربوية. ولفت إلى أهمية درس الوضع بجدية وبصورة عاجلة من إدارة التربية والتعليم، واتخاذ الحلول الكفيلة بالعلاج الناجع. بدوره، أكد مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف محمد أبو راس أن القضية لا تزال منظورة لدى جهات عدة، «ونحن في انتظار ما تخلص إليه نتائج التحقيقات لتتم في ضوئها معرفة مدى صلاحيتنا للتعامل معها، في إصدار العقوبة اللازمة وفق لائحة السلوك والمواظبة أو الرفع بالأوراق كافة إلى وزارة التربية والتعليم لاتخاذ ما تراه مناسباً في مثل هذه الحالات».