أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية أن التضامن السعودي مع أطفال الشعب السوري الشقيق يأتي في إطار دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السخي ورعايته الكريمة ونصرته الأخوية لأبناء الشعب السوري. وقال سموه خلال رعايته أمس حفل يوم التضامن مع الأطفال السوريين الذي وجه بإقامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز : إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن أكون معكم في هذه المناسبة المباركة، مناسبة، وهي المناسبة التي وجه بإقامتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أعزه الله ورعاه-، هؤلاء الإخوة الذين حلت بهم أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر، ويأتي هذا الملتقى وفق ما دأبت عليه المملكة من مواقف إنسانية مشرفة يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتوجبها الأخوة الإنسانية، وتستدعيها ظروف واحتياجات من يحتاجون إلى العون والمساعدة من أبناء المجتمع الإنساني دون مفاضلة أو تميز. وأردف سموه قائلا: إن ما يعانيه أطفال الشعب السوري الشقيق من أوضاع صعبة في ظل ظروف في غاية القسوة وحصار شديد وآلة حرب ظالمة يستوجب منا مد يد العون والمساعدة لهم والمساهمة في إنقاذ حياتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية، وسوف تواصل الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا جهودها بإذن الله برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- وبدعم ومؤازرة الشعب السعودي الكريم. وحمد سموه الله على ما تحقق لهذه الحملة من إنجازات، متطلعا إلى الأكثر، والأفضل إن شاء الله حتى يعود للشعب السوري أمنه واستقراره وتتحقق بحول الله وقدرته تطلعاته وآماله. وكان سمو أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وسمو وزير الداخلية افتتحا على هامش حفل تدشين الحملة معرض اللجان والحملات الإغاثية المملكة، حيث تجول الجميع في المعرض واطلعوا في بداية الجولة على جناح «الوفاء لأهل العطاء» الذي خصص لإبراز جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في العمل الإنساني والإغاثي والخيري، والجوائز العالمية التي منحت له -رحمه الله- منها جائزة المانح المتميز المقدمة من وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا. عقب ذلك بدأ الحفل الخطابي بكلمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة «اليونسيف» ألقاها المدير الإقليمي للمنظمة الدكتور إبراهيم الزيق قدم خلالها لمحة عامة عن الشراكة طويلة الأمد مع اللجان الإغاثية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. وقال الدكتور الزيق: إن اليونسيف تتطلع الآن إلى إنشاء صندوق ائتمان باسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بمسمى صندوق الأمير نايف العالمي للأطفال، نظير جهود سموه -رحمه الله- في العمل الانساني والإغاثي المشهود له في شتى بقاع العالم. وأثنى على دعم المملكة المتواصل، وتعهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بصفة شخصية في دعم برامج تسهم بشكل ملحوظ في إنقاذ حياة العديد من أطفال العالم، تأسيا بخطى والده الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. بعد ذلك قدم الدكتور ابراهيم الزيق باسم أطفال العالم درعا لسمو وزير الداخلية عرفانا لدعمه ومؤازرته ثم ألقى وزير الصحة، وزير الشؤون الاجتماعية بالنيابة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة كلمة أوضح فيها أن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرك تماما حجم الجهود المبذولة من المملكة قيادة وشعبا لإغاثة الأشقاء السوريين، وتشعر بفخر واعتزاز تجاه هذا الموقف النبيل الذي يتناسب مع الدور الريادي للمملكة وتصدرها للعمل الإنساني على مستوى دول العالم. وقال: إن من تمام فضل الله علينا أن جعلنا أبناء وطن كريم استمد بنيانه من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وأنعم علينا بقادة اتخذوا كتاب الله شرعا ومنهجا وتحملوا أعباء الأمة وهمومها مقتنعين بأن من واجبات المملكة أن تتفاعل بكل إمكاناتها وطاقاتها مع اغلب القضايا التي تهم الأمة وتوظف مركزها وقوتها الدوليين لصالح الشعوب العربية والإسلامية. إثر ذلك ألقى مستشار سمو وزير الداخلية رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، كلمة أكد فيها أن البعدين العقدي والإنساني يحكمان أفعال المملكة قيادة وشعبا، ليس فقط في الداخل، ولكن في الخارج، مؤكدا أن ما حل بالأمة، كارثة طبيعية كانت، أو بفعل البشر، إلا وكانت المملكةحاضرة تغيث المحتاج، وتساعد المنكوب أينما كان، انطلاقا من عقيدتها الإسلامية، وقيمها الانسانية، واخلاقها السامية، وهي بذلك لا تبتغي إلا رضى الله، ونصرة المنكوب، وإقالة عثرة المحتاج. إثر ذلك ألقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض، وبسمو وزير الداخلية، والحضور، مشيرا إلى أنه في هذه الليلة المباركة يلتقى الجميع في يوم التضامن مع الأطفال السوريين والتعاون مع هذا الشعب المكلوم المظلوم الذي تسلط الأعداء عليه فهدموا بناءه وقضوا على كل أخضر ويابس ففعلوا من الجرائم ما فعلوا سائلا الله السلامة والعافية. وأشار سماحته إلى أن المؤمنين من أخلاقهم التعاون في ما بينهم وسد بعضهم حاجة بعض يقول جل وعلا (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وهذه الآية تطلب منا نصر إخواننا وحب الخير لهم والمساهمة معهم في كل ما يسهل مهمتهم ويقضي حاجاتهم. وقال: إن الله جعل الإيمان رابطة بين أهل الإيمان قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة)، « وقال جل وعلا (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)، مشيرا إلى أن هذه الأخوة الصادقة تطلب منا البذل والعطاء والمساهمة في كل خير مستشهدا بقوله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)، وقوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). وأشار سماحته إلى أن الإنفاق في هذا السبيل مخلوف إن شاء الله وإعطاء شيء من الزكاة لهؤلاء أمر مطلوب لأنه شعب منكوب شرد عن بلده، ويجب على المسلمين أن يقفوا صفا واحدا في سبيل دعم إخوانهم وهذا أمر مطلوب شرعا، مؤكدا أن المسلم في بذله لا يرجو رضى الخلق، بل يرجوها من عند الله قال تعالى (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)، فالمؤمن يبذل ما يبذل لا يريد عرض الدنيا بل يريدها عند الله منزلة رفيعة يوم القيامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ومن يسر على مسلم، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). وقال سماحة المفتي: ليس هذا الموقف بغريب على المملكة، فالدولة تقدم المساعدات لكل مسلم وتعينه وتضمد الجراح وتنصر المسلم وتبذل المعروف له، وقال «إن هذه البلاد التي أنعم الله بها بنعم ليس لأحد عليها منة رأت بفضل الله عليها أن تجود بخير لا تمن به على أحد بل تريد به وجه الله والدار الآخرة، قال تعالى (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة)». وسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على نصرة الشعب السوري خيرا، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- وسمو وزير الداخلية، وكل من أسهم في دعمهم بجهود مباركة لإغاثة الشعب السوري، ونصرة قضيتهم، والسعي لتخفيف معاناتهم وحل مشاكلهم. وخلال الحفل ألقيت رسالة من السفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو، إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على اللجان الإغاثية السعودية في ما يلي نصها: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية، أرجوكم تجدون بطيه مساهمة شخصية متواضعة لدعم حملتكم لنصرة أطفال سوريا ضحايا الحرب، إنني أهنئكم بنشاطكم النبيل، وأريد أن أنضم إلى قفزة وحب الشعب السعودي تجاه الذين يتألمون بالغ الألم جراء بربرية نظام دمشق، إنني على يقين أن حملتكم ستكلل بالنجاح الذي تستحقه، أرجوكم ياصاحب السمو قبول التعبير عن وافر تقديري واحترامي وعن تعاطفي العميق. ثم فتح باب التبرعات، حيث قدمت تبرعات نقدية، وعينية من عدد من الجهات الحكومية والشركات، والمؤسسات، ورجال الأعمال، والمحسنين.