تطلق وزارة الصحة حملة توعوية متناغمة مع مبادرة جمعية الأطفال المعوقين لتنفيذ حملة وطنية للسياقة الآمنة تحت شعار "يعطيك خيرها" بهدف الحد من تزايد أعداد الوفيات والإصابات اليومية الناجمة عن حوادث السيارات. وأوضح معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن الوزارة ستدعم مرافقها الصحية بإضافة أكثر من (600) سرير من خلال إنشاء مراكز متخصصة للطوارئ والإصابات في الرياضوجدة والمنطقة الشرقية والشمالية بالإضافة إلى ما هو موجود حالياً في مستشفيات الوزارة والمخصصة للطوارئ والإصابات في جميع مناطق المملكة. وفي ذات السياق أكد مدير برنامج الوقاية من الإصابات والحوادث في وزارة الصحة الدكتور فيصل بن مرضي العنزي أن الوزارة تستقبل في المتوسط نحو (180) ألف حالة طارئة ناتجة عن حوادث السيارات والطرق تتراوح شدتها ما بين البسيطة إلى شديدة الخطورة، مشيراً إلى أن هناك حوالي (35) ألف حالة منها تقع ضمن الحالات المتوسطة والحادة والتي تحتاج إلى مجموعة من التدخلات الطبية أو الجراحية. وبين أن عدد حالات بتر الأعضاء بسبب هذه الإصابات حسب آخر إحصائيات الوزارة بلغت (707) حالة بتر سنوياً، فيما بلغ معدل عدد الوفيات سنوياً (17) حالة وفاة يومياً ،مفيداً أن ذلك يعد من أعلى المعدلات العالمية نسبة إلى عدد السكان ونوعية الطرق والمركبات المتوفرة، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تحرص على تطوير خدماتها الصحية بمختلف مستوياتها الوقائية والعلاجية والتأهيلية لتقليل عبء الإصابات ومضاعفاتها والإعاقات الناجمة عنها, وأبان أن الوزارة عملت مؤخراً بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وخبراؤها على بناء نظام وطني لجمع وترصد حالات الإصابات في المنشآت الصحية، من أجل بناء خريطة وطنية توضح حجم المشكلة وتوزيعها في مختلف مناطق المملكة لمساعدة صناع القرار في مختلف الجهات لاتخاذ القرارات اللازمة من خلال الأرقام والأدلة المبنية على البراهين بعيدا عن التقديرات غير الدقيقة، لافتاً إلى أن هذا النظام حصل على الجائزة الأولى لأفضل عرض مقدم كنظام صحي الكتروني في المؤتمر الإقليمي الرابع للصحة الالكترونية بالشرق الأوسط والذي أقيم في دبي 2012. وأفاد مدير برنامج الوقاية من الإصابات والحوادث بوزارة الصحة أن هذا النظام الالكتروني الذي تم العمل به مطلع العام الجاري تم بناؤه كخطوة استباقية لتجهيز المعلومات المطلوبة التي سترتكز عليها مراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة للأجزاء الخاصة بالقطاع الصحي ضمن الإستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية والتي تم اعتمادها مؤخرا من قبل مجلس الوزراء الموقر. وأوضح أن الجزء الخاص بالقطاع الصحي يرتكز على ثلاث نقاط أساسية تتمثل في تطوير وإنشاء شبكة وطنية لمراكز علاج الإصابات (TRAUMA CENTERS) تغطي الأماكن الأكثر احتياجا وخصوصا على الطرق السريعة وأطراف المدن المزدحمة لضمان أسرع و أعلى استيعاب لمصابي الحوادث المرورية وتقديم أفضل مستويات الخدمات الطبية الطارئة لهم، وكذلك تطوير وإنشاء مراكز تأهيلية لمصابي الحوادث المرورية، بالإضافة إلى رفع كفاءة وجاهزية وإمكانات أقسام الطوارئ في المستشفيات ورفع قدرات العاملين فيها من خلال التدريب المستمر والإبتعاث وتوحيد الإجراءات المتبعة ونظام الإحالات لتتوافق مع أدلة العمل والبروتوكلات الوطنية العملية ذات الجودة والمعايير العالية. وأشار إلى أن الإستراتيجية الوطنية تتزامن مع مشاركة المملكة في التوجه والالتزام العالمي الذي تم إقراره من الأممالمتحدة للحد من الإصابات المرورية حول العالم، حيث تم إطلاق مبادرة عالمية تحت مسمى (عقد العمل من اجل السلامة على الطرق 2011-2020)، مبيناً أهمية الإستراتيجية الوطنية والتي ستلعب الدور الرئيسي في تغيير صورة وحجم مشكلة الإصابات المرورية، خاصة أنها بنيت وسيتم تنفيذها من قبل جهات متعددة كفريق عمل واحد، كما تم وضع الجدول الزمني ومعايير الأداء والإنتاج والجودة، كما وضعت لها خطة زمنية مناسبة تقارب العشر سنوات لإعطاء الفرصة الكافية للجهات من اجل التخطيط والبناء بشكل منظم والاستفادة من الدعم المقدم لهذه الإستراتيجية على أفضل وجه. وقدم العنزي شكره وتقديره لجمعية الأطفال المعوقين وكافة العاملين في مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس الإدارة، مشيداً بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في بناء وتفعيل هذه الإستراتيجية، وكذلك بالتطورات والتحسينات التي طرأت على الأنظمة والخطط المتعلقة بسلامة المرور وخصوصا التحول للأنظمة الالكترونية ورفع قدرات العاملين الذي سهل التواصل بين مختلف الجهات، مشدداً على أهمية التثقيف والتوعية لقائد المركبة من اجل الالتزام بالأنظمة المرورية، بالإضافة إلى تثقيف أولياء الأمور لغرس مفاهيم القيادة الآمنة لدى أطفالهم.