تفاعلت وتيرة الدعوات لمواكبة قرار تخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين، لما يشهده الحرم المكي من مشروعات للتوسعة الذي أعلن عنه الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة. وأيد مفتي الجمهورية التونسية، الشيخ عثمان بطيخ، القرار لفترة مؤقتة، لأنه ضرورة شرعية اقتضتها مصلحة الحاج والمعتمر، لتجنب ما قد يطرأ نتيجة التزاحم من خطر يهدد سلامة الناس. من جهته، شدد الشيخ عبدالرحمن السديس، إمام الحرم المكي، على أنه من المقاصد الشرعية المعتبرة حفظ النفس وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لذلك وجب التقيّد بالأمر. وقال مدير إدارة المشاريع بالرئاسة العامة لشؤون الحرمين، عبدالمحسن بن حميد: "نعمل الآن على أن يتحقق خلال موسم رمضان الاستفادة من دور القبو، والدور الأرضي، والدور الأول، في جزء المرحلة الأولى، وهي الناحية الشرقية من صحن المطاف، والتي تمتد من منطقة الصفا جنوباً وحتى منتصف المنطقة الشمالية، وهذه المنطقة تشكل عنق الزجاجة". وحول مدة استيعاب هذه التوسعة للحجيج والمعتمرين أفاد بن حميد: "بعد اكتمال التوسعة بمراحلها الثلاث والتي انقضى منها 9 أشهر تقريباً، ستقفز الطاقة الاستيعابية من حوالي 48 ألفاً في الساعة إلى حوالي 105 آلاف، وسيمشل ذلك طواف المشاة وطواف ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال وجود مناسيب منفصلة عن مناسيب المشاة". وأضاف بن حميد: "التحدي الأكبر الذي يواجه هذا المشروع هو أن أعمال الإزالة وأعمال الإنشاء تستمر أثناء استخدام المبنى والتنقل بين السعي والطواف، وهذا يستلزم اقتصاص مناطق تكون آمنة من المسجد الحرام لخلق الطرق وتنظيمها للمشاة والطائفين". من جانبه، قال قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية في الأردن في لقاء له عبر قناة "العربية": "إن هذه التوسعة أثلجت صدور أبناء العالم الإسلامي، وهي جزء من خلق الأمن للطائفين والمعتمرين، ويجب أن نراعي هذه التوسعة بالتخفيف من زيارتهم لأداء مناسك الحج والعمرة، وهذه الخطوة هي لتحقيق المحافظة على الأنفس والأرواح".