قال مسئول إسرائيلى رفيع أمس الخميس إن قوة حفظ السلام فى لبنان التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) فى جنوب لبنان لم تقدم تقريرا عن أسلحة حزب الله كما هو مطلوب، وقال إن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد فى أمنها على التدخل الخارجى. وسلطت هذه التصريحات الضوء على الإستراتيجيات المحافظة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الوقت الذى تهز فيه الاضطرابات جيران إسرائيل وتحثها القوى الكبرى على إنهاء احتلالها للضفة الغربية وإعطاء الفلسطينيين فرصة لإقامة دولتهم. وقال ياكوف اميدرور مستشار نتنياهو للأمن القومى فى كلمة ألقاها فى جامعة تل أبيب "تحت الضغط تشبه القوة المتعددة الجنسيات المظلة التى تنفتح فى يوم ممطر." وقال اميدرور إن حزب الله الذى تدعمه إيران وسوريا ما زال يبنى ترسانته الحربية على الرغم من وجود قوات الأممالمتحدة فى المنطقة منذ 35 عاما. وقال "هل أحجم حزب الله عن إدخال أى نوع من الصواريخ أو القذائف أو أى أسلحة إلى الجنوب اللبنانى بسبب وجود قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام فى لبنان؟" وقال إنه يعتقد أن حزب الله قام بتخزين 60 ألف صاروخ من بينها 5000 صاروخ برؤوس حربية ثقيلة قادرة على الوصول إلى تل أبيب. وقال اميدرور "وفقا لتفويضهم (يونيفيل) لا يمكنهم وقف حزب الله ومصادرة أسلحته لكنهم يستطيعون أن يكتبوا تقريرا، ولم يكن هناك أى تقرير لليونيفيل عن أى سلاح لأى فرد فى حزب الله منذ وجود قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام فى لبنان". وفى إطار قرار الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار الذى أنهى حربا عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله تم توسيع اختصاص قوة حفظ السلام فى لبنان التابعة للأمم المتحدة ليشمل "مساعدة" الجيش اللبنانى فى إبعاد "أفراد واعيان وأسلحة" حزب الله عن الجنوب اللبنانى. وقال اندريا تينينتى المتحدث باسم يونيفيل إنه منذ عام 2006 لم تشهد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "دخول أى أسلحة غير مشروعة إلى منطقة عمليات يونيفيل فى جنوب لبنان." ومع الهدوء عموما على الحدود تخشى إسرائيل أن يهاجمها حزب الله بالصواريخ ردا عليها إذا شنت هجمات تهدد بها منذ فترة طويلة على المنشآت النووية الإيرانية. وتخشى إسرائيل من إمكانية حصول حزب الله على أسلحة متطورة من بينها الأسلحة الكيماوية من سوريا. لكن حزب الله قال إن قدراته الحالية كافية. وفى خرق لاتفاق وقف إطلاق النار ترسل إسرائيل طائراتها الحربية باستمرار فى طلعات مراقبة فوق الأراضى اللبنانية. وانسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 بعد 22 عاما من الاحتلال ومن قطاع غزة عام 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال، واعتبر نتنياهو التهديدات المسلحة من حزب الله فى الأول وحركة حماس فى الثانى مبررا لإحجامه عن التخلى عن الضفة الغربية. واتهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس إسرائيل بتخريب فرص الحل الدبلوماسى بإغراق المنطقة بالمستوطنات اليهودية وحجب التمويل عن حكومته التى تدعمها الولاياتالمتحدة. وتشكك إسرائيل فى قدرة عباس على الحكم على الأجل الطويل. وقال اميدرور "إذا لم توجد ترتيبات أمنية ملائمة فمن الأفضل لإسرائيل أن تمضى دون اتفاق (مع الفلسطينيين) بدلا من وجود اتفاق يعرض للخطر أمنها وقد يجلب وضعا تخسر فيه إسرائيل فى الحرب القادمة."