بلغ عدد الصحفيين السجناء حول العالم مستوى قياسياً في هذا العام، ووفق تقرير جديد صدر عن لجنة حماية الصحفيين، هي نزعة مدفوعة بصفة أساسية من التوسُّع في توجيه اتهامات بممارسة الإرهاب ومناهضة الدولة ضد المراسلين والمحررين الصحفيين الناقدين. وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، “نحن نعيش في عهد أصبح فيه إطلاق الاتهامات بمناهضة الدولة والوصم 'بالإرهاب‘ هي الوسائل التي تفضّل الحكومات استخدامها لترهيب الصحفيين واحتجازهم وسجنهم. إن تجريم التغطية الصحفية التي تتناول موضوعات لا تروق للسلطات يمثل انتهاكاً للقانون الدولي، كما أنه يعيق حق الناس في جميع أنحاء العالم بجمع المعلومات من مصادر مستقلة ونشرها وتلقيها”. الدول الثلاث التي تتقدم ترتيب قائمة الدول التي تسجن الصحفيين هي تركيا (49 سجيناً)، وإيران (45)، والصين (32)، حيث جرت حملات لسجن الصحفيين في أعقاب موجات من القمع ضد الناقدين والمعارضين. واستخدمت السلطات تهمة مناهضة الدولة ضد صحفيين انتقاماً منهم على تغطيتهم الناقدة. ويتكرر هذا النمط في معظم البلدان الواردة في إحصاء لجنة حماية الصحفيين. ففي تركيا، وهي البلد الذي يسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم، احتجزت السلطات عشرات المراسلين والمحررين الصحفيين الأكراد على خلفية اتهامهم بممارسة الإرهاب، كما احتجزت صحفيين آخرين بزعم مشاركتهم في مؤامرة ضد الحكومة. وقد حدد إحصاء الصحفيين السجناء للعام 2012 الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين وجود 232 كاتباً ومحرراً ومصوراً صحفياً خلف القضيان بحلول 1 كانون الأول/ديسمبر، بزيادة بلغت 53 سجيناً مقارنة بعام 2011، وهذا العدد هو الأعلى منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين بإجراء هذا الإحصاء السنوي في عام 1990. ويتجاوز عدد الصحفيين السجناء في عام 2012 الرقم القياسي السابق الذي سُجل في عام 1996 وبلغ 185 صحفياً سجيناً، ويؤكد هذا الارتفاع على التوجه المثير للقلق الذي يتمثل في الخلط بين التغطية الصحفية لجماعات المعارضة أو الموضوعات الحساسة وبين الإرهاب، وهو توجه واضح منذ عام 2001. أما الدولتان التاليتان على قائمة الدول الخمس الأكثر سجناً للصحفيين فهما إريتريا حيث تسجن 28 صحفياً، ثم سوريا التي تسجن 15 صحفياً، وهما أيضاً الدولتان الأكثر إساءة لسيادة القانون. فلم توجه سلطات البلدين أية اتهامات علنية لأي من الصحفيين المحتجزين فيهما كما لم يمثُل أي من الصحفيين المحتجزين أمام المحكمة. ومن جانب آخر، كان أكثر قليلاً من نصف الصحفيين المحتجزين في العالم (118 صحفياً) هم من الصحفيين الذين ينشرون عبر شبكة الإنترنت، وأكثر من ثلثهم هم من الصحفيين المستقلين، وذلك ينسجم مع التوجهات التي كشفت عنها التحليلات خلال السنوات الخمس السابقة. سجلت لجنة حماية الصحفيين بعض التحسن أيضاً خلال هذا العام: فللمرة الأولى منذ عام 1996 لم تظهر بورما ضمن قائمة الدول التي تسجن الصحفيين. فمن ضمن التحول التاريخي في البلاد نحو الحكم المدني، أفرجت السلطات عمّا لا يقل عن 12 صحفياً عبر سلسلة من قرارات العفو خلال عام 2012. ومن بين البلدان ال 27 التي تسجن صحفيين، احتلت البلدان التالية المراتب العشرة الأولى على القائمة: تركيا: 49 إيران: 45 الصين: 32 أريتريا: 28 سوريا: 15 فيتنام: 14 أذربيجان: 9 إثيوبيا: 6 المملكة العربية السعودية: 4 أوزبكستان: 4