أكد الدكتور نزار الصالح، أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود، أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب، عدم صحة اعتقاد الكثير من الناس حول تدخين الشيشة واعتبار أن " تدخين الشيشة غير ضار بالصحة"، موضحاً أن التدخين من خلال الشيشة أكبر ضرراً من التدخين بالسجاير وذلك لأن تدخين الشيشة يتم وفق آلية وضع التبغ ليحترق في أعلى الشيشة، وثم يتم استنشاق الدخان عبر مستودع الماء في الأسفل، وهذه العملية لا تقلل من خطر التدخين، فكل العملية أن الماء يعمل على تقليل حرارة الدخان، وليس تنقيته من أضراره، فالفحم يحتوي أول أكسيد الكربون، والقطران، والعديد من المواد السامة، ويتم استنشاقه عبر الماء، والنيكوتين يتم استنشاقه من مخلفات التبغ عبر الماء أيضاً. واستشهد د. الصالح بنتائج دراسة لمنظمة الصحة العالمية حول عواقب تدخين الشيشة على الصحة،بينت أن تدخين الشيشة في جلسة واحدة لمدة من (20-80 دقيقة) تعادل تدخين أكثر من (100 سيجارة)، وأن أضرار استنشاق دخان الشيشة بشكل مباشر وغير مباشر يكون أكثر ضرراً لاحتوائه على دخان التبغ والدخان الناتج من الوقود المستخدم .كما تبين في دراسة أجريت في ولاية فلوريدا، في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن مستوى أول أكسيد الكربون لمدخنين الشيشة في أجسادهم عند مغادرتهم للمقاهي هي ثلاثة أضعاف النسبة العادية، وأن ما يشعر به البعض من نشوه وبعض أعراض الخدران،ربما يكون سبب ذلك يعود للمراحل المبكرة من التسمم بأول أكسيد الكربون.وان أكثر من (60%) من طلاب الكليات الصحية في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية بدوا تدخين الشيشة بالمرحلة العمرية من (16-18 سنة)،كما أن (15%) من الطلاب يدخنون الشيشة يومياً، وتبين أن (70%) من الطلاب يفضلون تدخين الشيشة في المقاهي. وشدد د. الصالح على أهمية التقرير الذي نشره رئيس جمعية لجنة تقصي الحقائق عن الشيشة،وهي منظمة غير ربحية مقرها في باريس ،أن سلوك التدخين يعتبر خطيراً،لأنه يرسل رسائل غير صحيحة عن سلامة المدخنين،ومن أمثلة ما يتعرض له المدخنون من سموم هو استنشاق أول أكسيد الكربون السام،إن مصالح الشركات المصنعة للتبغ،ومصانع الأدوية المعالجة، تتعامل بجشع وسوء سلوك، يؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية عظيمة. وأكد د. الصالح أن أمراض القلب والشرايين والسرطان،وأمراض الجهاز التنفسي، وغيرها من أمراض هي نتيجة حتمية للتدخين العادي أو تدخين الشيشة، ولابد من أن تعمل المملكة العربية السعودية على منع التدخين بأنواعه في الأماكن العامة والمقاهي والمطاعم، وأن يتم تخصيص حملات توعية جذابة بين الشباب لتبيان مخاطر التدخين على الصحة. وإن لم يحدث هذا فان هناك عدة تساؤلات تطرح عن حال بعض شبابنا بدون لياقة صحية، ولا ممارسة أي نوع من الرياضة، ولا حتى المشي، ولديهم سوء تغذية، فهم يعتمدون بشكل كبير على الأطعمة السريعة قليلة الفائدة الغذائية والغنية بالدهون، ويمارسون عادة تدخين السجاير والشيشة بمعدل كبير، وليس لديهم القدرة على تنظيم الوقت، وتنمية المهارات الحياتية المختلفة، فهم إما نائمون، أو جالسون يتابعون القنوات الفضائية، ويتواصلون عبر الشبكات الاجتماعية بدون أي جهد يفعلونه، " فكيف سيصبح حالهم بعد عدة سنوات".