توقع خبراء في المناخ والأحوال الجوية استمرار موجة الأمطار على مختلف مناطق السعودية طوال شهر ابريل الجاري وحتى أواخر مايو أو بداية شهر يونيو، حيث بداية الصيف الذي سيكون أكثر حرارة وعرضة لعودة موجات الغبار التي لن تتوقف عن وسط وشرق وشمال السعودية. ورجح الخبراء الذين تحدثوا ل"العربية.نت" أن يكون فصل الصيف أقل حرارة مما كان عليه في السنوات الماضية نتيجة الأمطار الحالية، أسوة بما كانت عليه الأجواء في عام 1982 الذي حظيت فيه السعودية بأمطار مماثلة، مشددين على أن الأمطار الحالية ستخفف من حدة حرارة الأرض. ويؤكد الخبير الفلكي صالح الصالح أن موجة الأمطار الغزيرة ستتواصل حتى أواخر شهر مايو المقبل، ويقول ل"العربية.نت": "من المتوقع استمرار هطول الأمطار مع دخول الثريا الذي يستمر حتى 25 مايو.. وهذه الفترة تكون عادة ممطرة"، ويتابع: "منذ أكثر من ثلاثين عاما لم تأت أمطار في هذا الوقت مثل ما جاء هذا العام، عادة تكون الأمطار قليلة في هذه الفترة، العام الماضي لم ينزل المطر إلا مرة واحدة في شهر أبريل، ولكن هذا العام، ومنذ أكثر من شهر، هناك أمطار ورياح رطبة من الجنوب.. ومن منطقة سدير وحتى الخرج حظيت بنصيب وافر من الأمطار عكس المناطق من شمال سدير". وتابع الصالح: "يتوقع في الأسبوع المقبل وتحديدا الأحد أو الاثنين أن تعود موجة الأمطار القوية ومن المحتمل أن يتواصل المطر حتى 25 مايو، وفيه يدخل نجم (التويبع) وفيه تقل السحب وتكون صغيرة وكثيرا ما يأتي معها الغبار.. وقد يكون فيها مطر، ولكن الغالب أن خروج الثريا هو خروج موسم الأمطار". ويضيف: "الأمطار الحالية ستفيد الأرض ولكن ليس بالشكل الذي كانت ستكون عليه لو أنها في (الوسم) الذي أمامه الشتاء حيث تفيد للأرض كثيرا.. فالآن تشرق الشمس ويتبخر معظم المطر إلا ما تعمق في الأرض والأودية". ويشدد الصالح على أن دخول (التويبع) يعتبر بداية حقيقة لشهر الصيف، لأنه يكون أكثر حرارة.. ويقول: "مع دخول التويبع يبدأ الصيف فعليا.. لأن السحب تقل.. ولكن بالحسابات القديمة يعتبرون أن 25 يونيو هو بداية فصل الصيف. ولكن قلة السحب تؤدي لارتفاع الحرارة وفيه تدخل (كنة الثريا) وهي أوقات شديدة الحرارة وسبق وأن وصلت في مكة ورابغ 48 إلى 50 درجة مئوية". ويرفض الصالح توقع درجة الحرارة في فصل الصيف المقبل، مشددا على أن التوقع البعيد لا يكون في الغالب صائبا.. ويضيف: "من الصعب التوقع كيف سيكون الصيف، فهو ما يزال بعيدا ويصعب التكهن حوله.. فالحكم يكون على الأوقات القريبة وغالبية التوقعات البعيدة لا تصدق". كما يتوقع استمرار موجات من الغبار تتعرض لها المناطق الوسطى والشرقية من السعودية، ويقول: "أطلقنا على العام الماضي (سنة الغبار) وهذا العام أيضا فيه غبار كثير، لأن الغطاء النباتي قل كثيرا عن العادة، وزاد ذلك من تصحر الأراضي ". ويتابع: "ستصل الرياض اليوم موجة غبار، ولكنها خفيفة.. وقبل عشرين يوما كانت هناك موجات غبار كبيرة جدا.. ومن المتوقع أن تأتي موجات غبار كبيرة في الأيام القادمة، وهي تأتي مع المنخفضات الجوية.. فكل منخفض جوي له جبهة باردة وجبهة ساخنة.. فبالباردة تندفع بقوة داخل الجزيرة العربية وتضرب الأرض وتحمل الغبار معها.. والأرض ليس فيها غطاء نباتي يمكن أن يخفف من تحرك الغبار، لأن التصحر زاد كثيرا عن السابق بسبب الرعي وقلة الأمطار". حرارة أقل ومن جانبه يؤكد الخبير الفلكي خالد الراضي على أن فصل الصيف سيكون أقل حرارة من المعتاد في السنوات الماضية بسبب الأمطار الحالية، ويقول للعربية.نت: "من المتوقع أن يكون فصل الصيف المقبل أقل حدة.. لأننا اعتدنا عندما تكون هناك أمطار في هذا الوقت تكون الحرارة أقل.. كما حدث في عام 1982.. يومها كان الصيف خفيفا ولطيفا بسبب اخضرار الأرض وقلة الجفاف". ويؤكد الراضي على أن الأمطار ستتوقف لثلاثة أيام، على أن تعاود مجددا منتصف الأسبوع المقبل، ويقول: "عمليا انتهت موجة الأمطار التي امتدت من 23 مارس وحتى 17 ابريل.. هي مستمرة.. ولكنها ستتوقف قليلا". ويتابع: "سيكون هناك هدوء في الأيام المقبلة وحتى منتصف الأسبوع المقبل، وهي تعتبر فترة هدوء طويلة مقارنة بالأيام الماضية التي كان في كل يوم مطر تقريبا على كل مناطق السعودية، خاصة المناطق الوسطى والجنوبية والشمالية والشرقية.. واحتمال أن تتعرض المرتفعات الجنوبية حاليا للأمطار.. على أن تتكرر الموجة في الأسبوع المقبل مع دخول هواء بارد للوسطى والمنطقة الغربية.. الخميس والجمعة المقبلان، وقد يكون معهما غبار وانخفاض في درجة الحرارة". وحاليا تعيش مختلف مناطق السعودية أجواء معتدلة خلابة مع أمطار شبه مستمرة.. وهو ما يتمنى السعوديون أن يستمر أكثر. حسب ماذكره الزميل خالد الشايع للعربية .