صحيفة الطائف - تحقيق - روضه فيصل فضائح, مهاجمات ومعارك, سلطة, أفكار واتجاهات, رعب, صور , يوتيوبات, فساد!! .. .. ما أكثر الكلمات والمعاني الدسيسة في شهد العبارات , أيعقل أن حرمة حياتنا الخاصة بكل ما فيها من صراعات وقضايا ساخنة باتت هي ذلك "السم الذي نتغذى عليه من أطباق تغافلنا على موائد بعض القنوات والمنابر الإعلامية " ؟؟!! هنا اعتقل الصمت وتم توظيف كافة التساؤلات في " لعبة إكمال العبارات" وهي كالتالي: فضائح: قنوات تمتهن بثها وتقوم بترويج الشائعات والأخبار المغلوطة. مهاجمات ومعارك: بين أطراف متنازعة لا يتخللها أي التزام بمعايير ومواثيق الشرف الإعلامية ولا تحترم حقوق الجمهور. هيمنة السلطة: تولد من رحمها بعض المنابر الإعلامية !! أفكار واتجاهات: تسعى لمحاربة ومهاجمة وتجميد الأفكار الأخرى المخالفة والمضادة لها. رعب: يستهدف به الجمهور لتحقيق أهداف دسيسة مغرضة يسعى لها ملاك القنوات والوسائل الإعلامية. صور, يوتيوبات: تبث عبر السماء الرحبة للإنترنت بهدف التشهير أو الابتزاز أو الانتقام. فساد: سوء استخدام وظيفة الإعلام بمفهوم رسالتها السامية النظيفة الملتزمة بأخلاقيات ومعايير العمل الإعلامي. "الفساد الإعلامي" هو ما نحاول معرفة أسبابه وكيفية التعامل معه وسبل مواجهته في هذا التحقيق. فوضى وفساد !! الصحفي والمستشار الأسري نزار رمضان تحدث عن الفساد بقوله : أنه جزء من منظومة فساد كبرى ولكن له بريقه وصيته وقوته وليس شرطاً أن يكون الفساد الإعلامي فساداً مادياً كقنوات الشعوذة أو سياسيا كالترويج لكل ما هو خطأ أو اقتصاديا كالترويج للتعامل بالربا ولكنه يتخذ أشكالا متنوعة ومختلفة مع ما سبق ذكره من معنوي بقتل معنويات جيل كفساد ناعم بتقديم ما لا يستحق ليطغى على المنابر الإعلامية, هناك فوضى وفساد على شتى المجالات الثقافية والدينية والاقتصادية من يفتي بغير علم لقرابة إعلامية ومن يتصدر الاستشارة لقرابة إعلامية, ومن الصور المقيتة بالفساد الإعلامي التي انتشرت بوضوح في الآونة الأخيرة سرقة النصوص الإعلامية من مقالات وتحقيقات ونسبها للذات خاصة عبر الانترنت بل وانتقل الإعلام من الفاسد إلى المفسد, البعض يظن أن الفساد الإعلامي هو رقصة ماجنة أو مقطع فاضح وفقط بل يكون أشد وأعنف عندما يكون من بني جلدتنا ويدمر فكر أبنائنا ويسعى بالوقيعة بيننا وإزكاء روح العصبية والفتنة الطائفية والأفكار المغلوطة, وحث على مواجهة الفساد المتراكم مواجهة حاسمة ليست فقط بالقانون ومواثيق الأخلاق ولكن عبر وعي مجتمعي شامل يتبنى حملات ودعوات وبرامج عبر الإعلام الشامل الذي يعبر عن الذوق العام والمصالح الاجتماعية. كما دعا إلى مواجهة الإعلام الفاسد بالإعلام الهادف ومواجهة الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي وأكد على أن انحراف الإعلام وسوءه تعبير عن خلل ما في ثقافة ذلك المجتمع الذي يكون الإعلام فيه إفراز طبيعي له من ثم لا بد من الإصلاح التحتي والفوقي. الانتشار العشوائي !! من أخطر الآفات الاجتماعية التي سهلت في انهيار المجتمعات العربية هكذا وصف نزار فواز مدير تحرير مجلة هاي لايت الفساد الإعلامي مؤكدا أنه وبعيدا عن الاتهامات بالمؤامرات الخارجية هو وسيلة ناجعة لضرب المجتمع وفي زمن أصبح العالم بأثره عبارة عن مدينة صغيرة رسمت حدودها سرعة وقوة الاتصالات وانتشار الفضائيات (الانتشار العشوائي ( ومع استغلال هذا التطور التكنولوجي بسلبية تامة على عكس المجتمعات الغربية تكشفت الصورة الإعلامية وأصبحت جلية بكل ما فيها من عيوب وشوائب فتحولت وسائل الإعلام من مادة تهدف لتوعية المرء إلى مادة تؤثر فيه وتتأثر به, ومثل على أسبابه بقوله: منها المفهوم الخاطئ لمعنى العولمة,عدم الوعي والإدراك وعدم القدرة على المواجهة أو الاعتراض إلا من الفئة القليلة من العامة, غياب المجتمع المدني وعدم الاكتراث واللامبالاة, وجود أشخاص من غير أهل الاختصاص في المجال الإعلامي , التقليد الأعمى للإعلام الغربي دون الأخذ بعين الاعتبار للعادات والتقاليد والأعراف, عدم إشتراع قوانين عامة وموحدة لقوننة الإعلام العربي, واستخدام الإعلام كوسيلة للربح المادي بعيدا عن الهدف الأسمى وهو مالا يصب في خدمة المجتمع. فتح المجال !! الكاتب والمستشار الإداري بسام فتيني تحدث قائلا أولا علينا معرفة ما المقصود بالفساد الإعلامي؟ هل هو إخفاء الحقيقة؟ أم إظهار نصفها أو جزء منها؟ أم إظهار معلومة مغلوطة في الأساس؟ كل تلك احتمالات يجب توضيحها لكي يتم معرفة أسباب هذا الفساد ولعل أهم أسبابه هو فتح المجال بدون تقنين لانضمام أشخاص يمثلون الإعلام حتى لو لم تكن لديهم أدوات الإعلامي العادل والمنصف. ويقترح الكاتب على كبار الإعلاميين التقدم للمقام السامي بالمطالبة لإنشاء رابطة الإعلاميين السعوديين , فلعل مبادرة كتلك تحد من التحاق بعض المتسلين في المجال الإعلامي ومن يعتقدون أن الإعلام أسرع وسيلة للشهرة ومداهنة المسئولين. يضيف الصحفي إسماعيل الأشول من أفضل السبل لمنع ظاهرة الفساد الإعلامي من المنبع هي اعتماد المؤسسات الرسمية قيم الشفافية والنزاهة ويرى أن مواجهتها تكمن في تنظيم جبهة عريضة من الإعلاميين الشباب من أجل تأسيس إعلام شبابي مسئول يحارب الفساد الإداري والمؤسسي الرسمي من جهة، ويقف بالمرصاد للفساد الإعلامي من جهة أخرى. الغاية تبرر الوسيلة !! وترى د آمال سعد الدين حلبي الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بجامعة أم القرى أن الفساد في التناول الإعلامي للقضايا المجتمعية موجود في كافة المجتمعات وهو يعكس غلبة الهوى والبعد عن الموضوعية كما يعكس عدم الاحتكام إلى العقيدة والضمير في تناول وطرح المشكلات القائمة. و ترجح الدكتورة آمال آن أسبابه تكمن في عدم وجود معايير شرف مهنية تحكم عمل الإعلامي أو أنها تعتبر دساتير لا يعمل بها لأنه يغيب عنها صفة العقاب القانوني، وكذلك الارتكان إلى الأفكار الغربية في مهنة الإعلام وسيادة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهو مبدأ يرفضه الإسلام, وكذلك المنافسة الإعلامية المحمومة بين الوسائل الإعلامية أو بين أقطاب الوسيلة الواحدة. وعن سبل المواجهة تؤكد أن الحل في المواجهة المجتمعية للإعلام الفاسد, فالمجتمع كما يرفض الأشخاص الفاسدين وينبذهم يكن دوره في نبذ الإعلامي الفاسد وتجريمه, وأن تشدد الأحكام القضائية على من يحاول العيث بثوابت العقيدة والدين وزرع الفتنة في المجتمع أو من يحاول تخريب المجتمع وإشاعة الفاحشة فيه. المفسد والفاسد أ/ عزه حسين محاضر بقسم الإعلام بجامعة أم القرى تشير إلى أن هناك نوعين من الفساد الإعلامي لابد من التفرقة بينهما الأول: الإعلام المفسد وهو الذي يستغل كافة الأوضاع الاجتماعية الموجودة بالمجتمعات العربية ومحاولة خلق الربح التجاري من خلال شيوعها على قنواتها والمساعدة في انتشارها بسرعة "الصاروخ" فمثلا القنوات الغنائية التي لا تقدم سوى الفن الهابط مصاحبة بالفتيات التي لا تدل لا على أخلاق ولا دين وما ينتج عن ذلك من تتبع العديد من الشباب الذي يعاني من نقص معرفي وديني وثقافي وأخلاقي بإتباع ما يرونه في تلك الثقافة التي يتعرضون لها بشكل يومي وتضيف هناك أيضا برامج المسابقات التي تستغل حاجة البسطاء وطموحهم في الفوز ومقابل ذلك التيار نواجه التيار الديني المتشدد المتمثل في العديد من القنوت الدينية التي تتشدد في أحكام الدين متناسية تماما أن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسر مستغلة بذلك حاجة الجمهور إلى المعرفة الدينية . الثاني: الإعلام الفاسد المتمثل في المؤسسات الإعلامية والتي يختلف شكل فسادها من مجتمع لآخر والقائم على هذا الفساد هم العاملين أنفسهم في تلك المؤسسات ومدى موالاتهم للنظام القائم ورأت من وجهة نظرها أن الفساد الإعلامي شأنه شأن العديد من ظواهر الفساد التي تقابلنا في مجتمعاتنا والتي لا يمكننا القضاء عليها إلا بمراعاة أخلاقيات العمل الإعلامي وتطبيق بنوده من أجل القضاء على ظاهرة الفساد الإعلامي ومن ثم التطلع إلى معالجة العديد من الظواهر الفاسدة الأخرى. الفساد الأخلاقي.. وبحسب ما يراه عبد الرحمن الحاج معد برامج ومراسل في 4shbab TV أن مسألة الفساد الإعلامي مجزأة إلى قسمين :الأول الفساد الأخلاقي الذي يتمثل في بعض الفعاليات وما يصاحبه من سلوك بعض الشباب والشابات المخالف للآداب الإسلامية والذي ينم عن انعدام الأخلاق وسوء التربية, أما الثاني وهو الفساد المهني وهنا تحدث عن غياب الحرية الحقيقية للإعلام بتأدية دوره الأساسي في تنمية المجتمعات. في حين يعتقد سعيد الأسمري أن الفساد الإعلامي ليست بظاهرة في معناها العام .. وإنما قد تكون بصور مختلفة تبني فساد إعلامي أو انعدام الرؤية للخصائص والمقومات الذي يقوم عليها الإعلام الناجح , بالإضافة إلى سيطرة الشللية والحزبية في اتخاذ القرارات التي من شأنها بناء إعلام صلب وفعال هما من أبرز أسباب الفساد من وجهة نظره. رأي وحل .. حنان جبريل فلاته رئيسة قسم الرعاية والبرامج الإثرائية في إدارة الموهوبات بالمدينة المنورة قالت بعفوية : الحل لهذه الظاهرة يكمن بنا نحن !! أن نجعل التغير ينبع منا , من المجتمع نفسه الذي تتكون أركانه من أفراده أي أن نتعامل مع الفساد المنتشر فيه بوعي وفكر ثاقبين من خلال مقاطعة تلك الوسائل ومواجهتها بحسم, ومن ثم محاسبة كل مصدر إعلامي حسب قوانين ثابتة ورسمية منعا لتضليل المجتمع. وتقول عهد رماني طالبة بقسم الإعلام بجامعة أم القرى: لا نستطيع إلغاء هذه الرسائل الإعلاميّة ، لأن الإعلام منبر حر لا يقتصر على فئة الخيّرين من البشر دون سواهم ، ولكن لدينا القدرة بنوعّية المستقبل " المتلقّي" والذي أصبح من - أقوى عناصر العملية الاتصالية حاليا- وأن نغذيه بترسيخ القيم والمبادئ والمثل وإشاعة المعاني السامية في نفسه، وإشراك جميع فئات المجتمع كبيرهم وصغيرهم في إدارة عجلة التنمية ، فعندما يشعر الفرد بمسؤوليته أمام المجتمع وذاته فإن ذلك سيسهم في تعزيز الرقيّ القيمي لديه ، ولن يكون لتلك الرسائل مهما تبهرجت بعوامل الفعالية أدنى تأثير عليه ولن تقع في مجال اهتمامه من الأساس. وتضيف إن توعية الفرد بخطورة هذه الوسائل وعظم تأثيرها كونها سلاحاً ذو حدّين حينها سيتعامل معها بمستوى أكبر من التمحيص والحذر والانتقائية الإيجابية, إذا فرقابة الذات ووعيها وانتقائها للرسالة الاتصالية هي العامل الأوّل والحاسم ، أما الرقابة السلطوية أو غيرها من أي جهة كانت لم تعد من الوسائل الناجحة خصوصاً في عصر الانفتاح والديمقراطية والإعلام الجديد..