ستكون أرضية ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض وعند الساعة السابعة والنصف من مساء اليوم مسرحا لمواجهة لقاء الإياب الذي يجمع بين منتخب المملكة الأول لكرة القدم الأول ونظيره منتخب تايلاند الكروي الأول في رابع خطوات المنتخبين في مشوارهما ضمن الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. وستكون الجماهير السعودية على موعد مع مواجهة مصيرية وحاسمة ومثيرة بين الطرفين في محاولة لتحقيق الانتصار ومواصلة المشوار لخطف بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة الرابعة التي يتزعمها المنتخب الأسترالي بجدارة، مقابلة كسر عظم ومفترق طرق لا تقبل إنصاف الحلول لنجوم منتخبنا الوطني الذين يخوضون المواجهة بشعار الفوز ولا غيره متى ما أرادوا المنافسة في طريق التأهل، وتحقيق الحلم وإسعاد الشعب السعودي بأسره، مستثمرين إقامة المقابلة على أرضهم وبين جماهيرهم التي ستزحف لملعب المباراة؛ للوقوف بجانب نجوم الأخضر ودعمهم والشد من أزرهم؛ لمواصلة زحفهم لخطف البطاقة الحائرة بينهم وبين المنتخب التايلاندي لتبقى الآمال والحظوظ معلقة وبشكل كبير في نتيجة هذه المنازلة التي ستحدد مدى استمرار المنتخب السعودي في المنافسة من عدمها، فإما الفوز وتجديد الآمال وإما الخسارة وإعلان المغادرة رسميا. ولا شك أن أكثر ما يقلق محبو القمصان الخضر هو صيام المهاجمين عن التسجيل برغم توفر العديد من الفرص السانحة التي أضاعت فوزا كان بمتناول اليد في بانكوك، ولا شك أن صقورنا الخضر مع مدربهم الهولندي فرانك ريكارد يدركون أهمية هذا اللقاء الذي يخوضونه وهم يضعون الفوز ولا غيره نصب أعينهم، واقتناص النقاط كاملة هو هدفهم الذي يسعون لتحقيقه؛ لإضافتها لرصيدهم البالغ نقطتين إثر تعادلهم مع المنتخب العماني والتايلاندي سلبا وخسارة من أستراليا. فلذا هم يدركون أهمية نقاط المواجهة التي لن تأتي إلا من خلال العطاء والبذل طوال دقائق اللقاء واحترام المنافس واستثمار الفرص المتاحة للتسجيل، فمن المتوقع أن ينتهج المدرب الهولندي ريكارد طريقة 4/2/2/2 بتواجد وليد عبدالله في حراسة المرمى، وأمامه في خط الدفاع حسن معاذ وأسامة هوساوي وأسامة المولد وعبدالله الزوري، وأمامهم في المحور الدفاعي سعود كريري كمحور دفاعي ثابت يساند المدافعين ويغطي مكان الظهير المساند للهجمة، وسيكون بجانبه أحمد عطيف الذي ستكون أدواره مزدوجة في مساندة الهجمات ودعم المدافعين في حال الهجوم التايلاندي ومساندة كريري بتغطية أماكن ظهيري الجنب اللذين سيكونان قوة هجومية ضاربة على الأطراف، وفي وسط الشق الهجومي سيتواجد محمد نور وعبدالعزيز الدوسري وستكون أدوراهما صناعة اللعب وخلق الفرص السهلة للمهاجمين وإكمال الهجمات واستثمار الفراغات الناتجة في الدفاعات التايلاندية جراء تحركات المهاجمين، وفي خط المقدمة ناصر الشمراني وياسر القحطاني اللذان تقع على عاتقهما مهمة استثمار الفرص المتاحة ومشاغبة المدافعين لفتح الثغرات للقادمين من الخلف للاختراق من العمق أو التسديد من مسافات بعيدة. وسيطالب ريكارد لاعبيه بالضغط الهجومي المبكر على ضيفه في محاولة لإحراز إصابة في مرمى منافسه تجبر لاعبي منتخب تايلاند على ترك تكتلهم الدفاعي؛ لتسهل بذلك مهمة نجوم الأخضر في تكرار زيارتهم لشباك منازلهم التايلاندي، مع اللجوء لتنويع الغارات الهجومية وخاصة عن طريق الأطراف لفتح الثغرات في الدفاعات التايلاندية بمساهمة فاعلة من ظهيري الجنب ومن ثم لعب الكرات العرضية للمهاجمين وسينبه لاعبيه إلى سرعة بناء الهجمات والانتقال السريع من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية وعدم منح لاعبي منافسهم فرصة العودة لاتخاذ مواقعهم الدفاعية، مع العمل على استدراج لاعبي منازله للخروج من مواقعهم ومن ثم لعب الكرات الطويلة خلف المدافعين، بالإضافة إلى اللجوء للتسديد من خارج المنطقة لفك شفرة الجدار الدفاعي المتوقع من لاعبي المنتخب التايلاندي، ولن يغفل ريكارد عن تحذير لاعبي المناطق الخلفية من خطورة الارتداد الهجومي لمنتخب تايلاند مستثمرين المساحات الخلفية الخالية أثناء شن لاعبي المنتخب لغاراتهم الهجومية مع قدرة لاعبي منازله على الانتقال السريع من الشق الدفاعي للشق الهجومي الذي قد يكلف الأخضر الكثير، وسيحتفظ ريكارد بجانبه بعدد من النجوم كأوراق رابحة يلجأ إليها وقت الحاجة. في الجانب الآخر يسعى المنتخب التايلاندي للخروج بنتيجة إيجابية من موقعة الرياض وزيادة رصيده النقطي البالغ أربع نقاط التي حصل عليها جراء فوزه على المنتخب العماني وخسارة من أستراليا وتعادل بطعم الفوز مع الأخضر في بانكوك بعد أن تفنن مهاجمو المنتخب السعودي بإهدار الفرص؛ ليحل وصيفا للمجموعة خلف المنتخب الأسترالي، وهذا ما سيعطي لاعبيه دفعة معنوية عالية للبحث عن الفوز والاقتراب من التأهل بالرغم من خوضهم اللقاء بعيدا عن أرضهم وأنصارهم، ولا شك أن مدرب المنتخب التايلاندي الألماني وينفريد شايفر يدرك أهمية المواجهة لفريقه وأنها تعد منعطفا هاما في مسيرته، فسيسعى للخروج بنتيجة إيجابية تضمن له مواصلة مطاردته للمتصدر المنتخب الأسترالي، كما أنه يدرك أن منافسه السعودي يطمح بالفوز وحده؛ لضمان العودة الجادة لميدان المنافسة لخطف بطاقة التأهل، ما يعني أن الهولندي ريكارد سيتبع أسلوبا هجوميا ضاغطا لتحقيق مطامعه وهذا ما سيجبر شايفر للجوء لطريقة دفاعية بحتة من خلال إقفال المناطق الخلفية، وتكثيف منطقة الوسط لتضييق المساحات أمام لاعبي المنتخب السعودي مع فرض رقابة لصيقة وقوية على مكامن القوة فيه، مع الاعتماد على الارتداد الهجومي السريع لاستثمار الأماكن الخالية التي سيخلفها لاعبو الأخضر أثناء شن غاراتهم بحثا عن الفوز وخاصة عن طريق الأطراف، إضافة إلى استثمار الكرات الثابتة القريبة من مواقع الخطر السعودي والتركيز على إطلاق لاعبيه التسديدات بعيدة المدى، فمن المتوقع أن يعتمد الألماني وينفريد شايفر على طريقة 4/3/2/1 بحضور سيفاروك في الحراسة وأمامه رباعي الدفاع المكون من شونلانيت وسيريونغ وكابروم وسوكا وفي المحاور الدفاعية سوتشاو وتونقلاو ولاهسو، وأمامهم في الشق الهجومي سورات سوكا وتشوتشيو، وفي المقدمة يحل المهاجم تيراثيب وينوثاي بديلا للمهاجم الخطير تيراسيل دانجدا الذي قد يتغيب بداعي الإصابة. يقود هذه المواجهة المصيرية الهامة طاقم تحكيم من هونج كونج مكون من ليو كوك مان ويعاونه تشان شوي هونج وتشونج مينج سانج .