بدأ أهالي "بني وليد" في الفرار مع اقتراب نهاية المهلة المحددة بمساء الخميس لدخول الثوار البلدة المحاصرة، التي تعتبر واحدة من آخر معاقل فلول العقيد معمر القذافي، ووصول تعزيزات عسكرية للثوار استعدادًا لاقتحامها. ويتزامن انتهاء المهلة مع زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، حيث من المقرر أن يلتقي بقادة ليبيا الجدد في طرابلس، التي من المتوقع أن يصلها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في وقت لاحق من اليوم. والثلاثاء، قدم المجلس الانتقالي الوطني الليبي مهلة جديدة لأنصار القذافي بنحو 48 ساعة لمغادرة البلدة المحاصرة من قبل الثوار، الذين أعادوا تجميع صفوفهم بعد أن فشلوا في دخول البلدة؛ نظرًا لمقاومة شرسة أبدتها فلول العقيد، السبت، وكانت المواجهات بين الطرفين اندلعت عقب أسابيع من المفاوضات لدخول قوات المعارضة البلدة دون قتال. وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس، عبدالرحمن بوسن: إن أهالي بني وليد أُمهلوا حتى مساء الثلاثاء لمغادرتها قبيل بَدْء الهجوم على البلدة، واشتكى السكان النازحون من انقطاع التيار الكهربائي ونفاد المواد الاستهلاكية من البلدة، التي تطوقها قوات المعارضة من ثلاثة محاور منذ عدة أسابيع. يشار إلى أن بني وليد، واحدة من ثلاثة بلدات - سرت وسبها - لا تزال عند ولائها للعقيد الليبي، الذي توارى عن الأنظار منذ اجتياح قوات المعارضة طرابلس وسيطرتهم عليها الشهر الماضي. وحول مسقط رأسه، قال القذافي، الأربعاء، في رسالة بثتها قناة "الرأي" التي تتخذ من سوريا مقرًا لها: "إن الإرهاب والدمار الذي يمارسه حلف شمال الأطلسي على منطقة سرت لا يمكن وصفه ولم يكن له مثيل في السابق". وفي الأثناء، يلتقي الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة البريطاني بقادة ليبيا الجدد الخميس. يذكر أن فرنسا وبريطانيا لعبتا دورًا رئيسيًا في الحملة الجوية التي قادها حلف الناتو منذ أواخر مارس الماضي لحماية المدنيين من هجمات القذافي. وتتلو زيارة ساركوزي وكاميرون، أخرى يقوم بها جيفري فيلتمان، مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، وهو أعلى مسؤول أمريكي، يصل ليبيا منذ سقوط طرابلس.