لليوم الثالث على التوالي الذي تتوجه فيه أكثر من 300 مراجعة لمقر إدارة التربية والتعليم "بنات" منذ الساعة السادسة صباحا لإنجاز أوراقهن التي لا تتطلب سوى توقيع من قسم إدارة القبول والتسجيل , فرغم تكبد عناء الطريق يوميا لعدد من المراجعات من المحافظات القريبة للمنطقة والأحياء إلا أن القسم أشبه بالدخول لطلب توقيع وزاري كما أوضحه بعض المراجعات أو الحجز لمساعدة بمقر جمعية خيرية .. - "منذ بداية اليوم الدراسي وأنا أحضرمن س 7 إلى س 12 " تقول أم سهام : من يوم السبت و أنا أحضر صباحا إلى الظهر ودون جدوى ,فقط أنتظر توقيع القبول لابنتي المصابة بالسكر بعد انقطاع صحي لها العام الماضي والتي رفض قبولها بعض المدارس بحجة مرضها ولا نعلم ما السبب وعند شرح الحال لموظفة القبول قالت انتظري حتى تأخذي رقم وتنتهي الارقام بلمح البصر , ولكن لم يخطر لي بال أن دخول هذه الورقة يتطلب الحضور يوميا من وقت مبكر وكأنني أعمل معهم منذ بدأ اليوم وحتى نهايته أنتظر جرة قلم لا تأخذ ثواني , فلقد وجدت أن الدخول يتطلب حجز رقم حتى أتمكن من الدخول على رئيسة قسم القبول والتسجيل ' وأن أحضر مبكرا وإلا إنني لا أجد الأرقام , فهي تنفذ وأظل أتسائل : "متى تحضر هذه الجموع ومتى تنتهي ..ولماذا جميع المكاتب مغلقة والإدارات كُثر والموظفات على غير جدوى " إذا كان كل هذا ينتظر رحمة موظفة واحدة بالقسم ذاته. - "تحضر من الحوية يوميا" الأخت أم عبير انقطعت عن الدراسة العام الماضي فتقول : أحضر من الحوية كل يوم من الساعة السابعة إلى آذان الظهر يضعني زوجي ويذهب لعمله أظل ماكثة على قارعة احدى السلالم الموجودة أنتظر بارق أمل أن يتم النظر في ورقتي وتوقيعها , وكل ما تحدثت مع الرئيسة حال خروجها من غرفتها تقول لي "من المفترض أن تحضري مبكرا من الساعة السادسة كالبقية حتى تأخذي رقم ,فأذهبي وعودي غدا لن تدخلي دون رقم " وأظل منتظره وأخشى أن ينتهي اليوم واعود كما أتيت. - "منذ الفجر وأنا أمام الباب" تقول ( أم زياد) :كل يوم أحضر مع ولدي من منطقة عشيرة منذ الفجر وأظل انتظر إلى حين فتح الباب , ولكن لا يتم توزيع الأرقام إلا بعد الساعة السابعة صباحا بعد أن يكتظ المكان بالمراجعات حيث لا يراعى توزيعها الحضور ,بل التوزيع العشوائي الذي أربك المكان والحاضرات وكأننا في حجز أرقام لتوزيع صدقات الجمعية , فمن غير المعقول أن تكون جهة حكومية مسئولة عن القبول والتسجيل وبهذه العشوائية , والأدهى أن الموظفة تقوم بتضييع الوقت فالحديث مع المراجعات أو الحديث على الهاتف النقال , وترك البقية ينتظرن دون مراعاة للكثرة , وللوقت وأضافت أم زياد : عندما أذهب إلى بعض الموظفات القابعات خلف مكاتبهن دون عمل يرددن ليس هذا من شغلنا , فأتعجب كيف لا يمكن هذا وهو من صميم عملهن وهن بذات الإدارة , فلماذا لا يتم التسارع وتدارك الوقت والنظر بروح التعاون والفريق الواحد في إنهاء أوراق المراجعات , والنظر فيما هو مطلوب بتصنيف حالات المراجعات كلا بحسب الظرف والمكان والوقت وانجاز ما يتم انجازه دون ترك المراجعات يصفقن كف بكف . - ( أم رنا) مقيمة تقول : بدأت الدراسة ولم يتم نقل ابنتي بعد, فقط أنتظر الدخول لليوم الثالث من أجل التوقيع بالموافقة على نقلها للمدرسة الأقرب بعد النقل الاضطراري لنا , ولم أكن أعلم أن التوقيع يتطلب كل هذا العناء , وهذا الحجز والأرقام قليلة والمراجعات كثر , فمحال أن تحضر المراجعة من جهات بعيدة خصوصا عندما يكون الحضور بسيارة ليموزين ولا تجد فائدة , فأخشى أن ينتهي الأسبوع ومازال المراجعات ينتظرن نصيبهن من الأرقام التي توزع , والتي ينتهي الدوام الرسمي وتخرج الموظفة والبقية لم تنتهي أوراقهن بعد دون دخول - الطالبة (س.س) "تتغيب عن مدرستها " تقول : على التوالي اليوم الثالث الذي أتغيب فيه عن مدرستي الثانوية حتى أنجز ورقة نقل شقيقتي , ولكنني أضعت الوقت عن المدرسة وأضعت الوقت في انتظار هذا التوقيع والذي اشبه بالانتظار لتوقيع وزاري لإنجاز معاملة ما , فوالدتي مريضة ومثل هذه الأوراق أنا أنجزها ووالدي بمقر عمله , فيجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق الكتروني في انجاز الأوراق , فالوقت تطور وكل ما يحدث فالعالم يتم إنجازه بضغطة زر , محال أن نكون على حال الحجز والأرقام . صحيفة الطائف قامت بالاتصال صباح اليوم الاثنين بتحويلة "رئيسة قسم القبول والتسجيل" أ-إبتسام مشعبي إلا أن تحويلتُها ظلت مشغولة الخط منذ بدأ الاتصال في تمام الساعة 9,45 وحتى الساعة 11,55 ظهرا , ثم عاودت الاتصال بموظف سنترال إدارة التربية والتعليم لتحويل صحيفة الطائف على المكتب الخاص لها إلا أنها قامت برفع الخط وغلقه مباشرة , كررت المحاولة بسنترال الإدارة حتى أن أخبر أحدهم أن اتصالنا ليس له جدوى فدوما ما يتم التحويل لها عن طريق السنترال وتقوم برفع سماعة الهاتف وغلقها مباشرة .