حدثّني صاحبي عن جده عن جد جده أنه في ماضي عصرهم شدوا الرحال وذهبوا للواق واق , وتعايشوا هناك وأرتوت أنفسهم بطيب المأكل وطيب المنظر, ورأوا النور بعد الظلام , والفرح بعد الحزن , والنصر بعد الظلم ,والفرج بعد الصبر , والخير عاد بعد أن منع , يقول جدي عن جده: عشنا هناك وكأننا أبناء قارون , ننام مطمئنيين , ونصحو بنفس هنيئة , لدينا سكن , وأبنائنا يعملون وليس منهم أحد عاطل ,لايوجد غلاء بالأسعار ,نبحث عن رزقنا ونحن مقتنعين , فلا فضل لأحد على أحد , كل ماهو مقسوم لك ات , قلت له ياجدي: وهل اخبركم جدكم عن حياة جيلهم وكيف عاشوا في ذلك الوقت ؟ قال: نعم , لقد أخبرنا بأنهم يتعلمواالعلم ويبنوا مستقبلهم ويتكاتفوافيما بينهم , فلا تجد بينهم لا ليبرالي يدعوا للحرية المفرطة , ولا إسلامي يدعوا للتشدد ويتمسك به , بل عاشوا بوسطيه مرضية , لقد كان هدفهم واضح ويسعون إليه , هدفهم النهضة بالأرض والتصارع مع الحضارات الاخرى , حتى أن مسئوليهم ليسوا كمسؤولينا هنا , قلت كيف ذلك ؟ قال : المسئول عندهم يؤتمن فلا يخون , فيسعى جاهدا أن يلبي حاجة المواطن , ولايشعره إلا أنه مواطن عزيز , فيشعره بأنه وجد لخدمته,ولا يمكن أن يتمنن بما وكّل إليه , بل وإن وجد المسؤول نفسه غير قادر على حمل الأمانة نهض من كرسية وتبرأ من كريسه ومن الأمانة التي حمّل عليها وقال سيأتيكم من هو أفضل مني , فهم عاشوا بكرامة , فلا فرق بين أسود ولا أبيض ولا منظقة عن منظقة ولا قرية عن قرية كلهم ينالون نصيبهم , حتى الحكم ينظبق على القوي والضعيف , العدل هو الذي نهض بهم وجعل منهم الهيبة والقوة , بل تجد أن طلاب الجامعات يحبون العلم ويطلبونه حتى لو أنهم عانوا وذهبوا للصين للبحث عن العلم , تجد تعامل مسؤول الجامعة يتعامل معهم برقي وبعدل ويحفزهم ويهتم بالجامعة , بل أنه لايأتي بأكاديمي من خارج البلد , لأنه يوجد كفاءة كثر قد عرف كيف يوظفهم ويستفيد من علمهم ونشر المعرفه فمستحيل أن يتجمعوا الطلاب ويفعلوا بلبلة! وهل تعلم إن قصّر في شي فورا ينال عقابه دون رحمة ولا شفقه , أيضا حينما يأتي أمر بتنفيذ مشروع معين , ينفذ دون تأخير , فلا تجد فساد ولا رشوة , كل رقيب لذاته , لم نسمع بمكافحة للفساد!المواطن يعيش بكرامة ولم يشعر يوما بظلم, ماسمعته منك ياجدي أشعرني بأنكم وكأنكم عشتم في زمن عمر بن عبدالعزيز , لقد نشر العدل وأعطى كل ذي حق حقه , بل حينما بايعوه لم يقبل من أصحاب المصالح الموكب والبهرجة , بل قال أعيدوا لي بغلتي , لقد أمن الشياه من الذئاب , ولقد أعطى اليهودي حقه وعاد إليه أرضه , نشر العدل ولم يخف الا من الله , جعل الاخره همه فأتته الدنيا , فسياسته هي العدل , مات فما تبقى منه الا الذكر الحسن . ذاك حال ومايحدث الان أسوأ الحال . سأله صديقي : لما سميت بالواق واق ؟!قال:لأن بها ثمار على هيئة رؤوس نساء تتدلى بشعور طويلة معلقة يأغصان أشجارهاإذا نضجت سقطت ومر الهواء بتجاويف فيها فتسمعها تقول واق الواق ! ولما لم تذهب إليها كما ذهب السابقون من أجدادكم ؟ صمت قليلا وطأطأ رأسه وقال: لكن لاأعلم أين هي أصلا!؟ ومضه : يكسر جدار الصمت بوح العبارات ..... صمتي حروف .. حروف صمتي مداها تحياتي : عبدالله الأزوري [email protected]