في تقرير نشرته بعض وسائل الإعلام عن الاقتصاد السياحي في محافظة الطائف ، ذُكر فيه أن إيرادات السياحة بلغت ثلاثة مليار ريال سعودي خلال العام المنصرم ، وقد خلا التقرير من أي تفاصيل عن هذا المبلغ الذي اعتقد انه مبالغ فيه ، فأكبر تظاهرة كانت في سوق عكاظ كما جاء في التقرير كانت إيراداته ما يقارب 34 مليون ريالاً . وجاء في التقرير أنه قد تمكنت الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومجلس التنمية السياحية ، واللجنة العامة للتنشيط السياحي من تحقيق هدف السياحة المستدامة ، من خلال توزيع إقامة عشرة مهرجانات سياحية على أشهر العام مما ساعد في جذب المزيد من السياح لهذه المدينة، وتصدرت هذه المهرجانات مهرجان صيف الطائف، ومهرجان التسوق، ومهرجان سوق عكاظ التاريخي، ومهرجان الورد الطائفي، ومهرجان ربيع البهيته، والمهرجان الشتوي، ومهرجان العسل والسمن، ومهرجان الفواكه الموسمية، بالإضافة إلى الاحتفالات الوطنية كاليوم الوطني، والفعاليات التي تقام خلال الأعياد والإجازات والمواسم السياحية . والمعروف أن غالبية هذه المهرجانات ليس لها عوائد مالية ، بل إنها ذات مصروفات ونفقات فهي لا تُحسب كدخل ضمن إيرادات السياحة ، فإقامة الاحتفالات دون رسوم لروادها ؛ وصرف الأموال في الألعاب النارية ؛ وإقامة الأمسيات الشعرية والدخول المجاني فيها ؛ كل هذه الأمور لا توجد فيها إيرادات ، ثم إن المهرجانات التسويقية لا يفد إليها إلا المقيمين من أهالي المحافظة أما الزوار أو السياح فهم ينشغلون بزيارة الأماكن السياحية والآثار والمتنزهات ، أما الأسواق فهي آخر اهتماماتهم . ربما أن الدخل الوحيد المحسوس هو إشغال الفنادق والشقق المفروشة 100% ولكن لفترة محدودة لا تتجاوز الشهرين في السنة ، أما بقية العام فإن معظمها لا يوجد بها أي نزيل ، وكذلك الحال في دخل المتنزهات والحدائق المستثمرة . إن الطائف التي تُعتبر المصيف الأول للمملكة منذ عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وحتى اليوم ، بحاجة إلى تكثيف الجهود من جميع الجهات المعنية لتغيير الرتابة التي بقي عليها طوال الأعوام الماضية ، فلم تتطور البرامج والمهرجانات ، فما تم تنفيذه في صيف العام المنصرم هو صورة طبق الأصل لما تم تنفيذه قبل أكثر من عشرين عاماً ، اللهم إلا بعض الوجوه التي تغيرت ؛ كما أن المتنزهات المستثمرة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة وهدفها تجاري بحت ، ونتمنى أن يكون ما أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة من إقامة مشروع لتطوير محافظة الطائف سياحياً واقتصادياً واجتماعياً ، والذي صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على إنشائه ، فيه علاج لجميع احتياجات الطائف للوصول بها إلى مصاف المدن السياحية العالمية ، ولتكون المصيف الأول للمملكة بحق وحقيقة وليس الاسم فقط .. صالح مطر الغامدي [email protected]