شيوخ القبائل وجامعة الدول فى ثقافة العرب وتاريخهم .فنون التحاور وأدب الوصول الى المستحيل والخروج من ساحة العراك الى فضاءات التعايش. والأحتفاظ لكل فريق بكرامة النتيجة التى تم التوصل اليها.وعدم إشعار المهزوم بضغينة الموقف ولا المنتصر بزهو التربع على عرش الانتصارات وهوأمر يكاد يكون مألوف بين قبائل العرب فى الجاهلية ولهذا كانت الدبلوماسية عند العرب هى مفاهيم وقيم إخلاقيه قابلة للتجديد مع الحفاظ على الثوابت الاخلاقيه فأكسبهم الموقع الجغرافى بين الشام واليمن والروم والفرس والاحباش. ماجعلهم فرسان الميادين ذات السيف والرمح وفرسان الفكر الدبلوماسى الذى يؤمن لهم حق السبق والأحتفاظ بمكاسب معارك الحياة وفى احيان يغلب تجريد السيوف على توطين الفكر السلمى المرجح للرغبة الصادقة فى البقاء على علاقة عيش متوازنه. تعطى لكل طرف قوة التمكن والتمتع بمجاله الجغرافى وأفقه المعرفى واحيانا ( يسبق السيف العذل)وهى غفوة دبلوماسى حكيم انفلت عقال الحل من يده. ظننا منه ان النتيجة ستكون فى غالب الاحيان ليس فيها خسائر مؤلمه وماحرب البسوس الا نموذجآ مبسطا لتقليب آلة الحرب على أدوات الفكر. وأرتباط النزاعات. يجب التفرد بالسلطه وأذلال الاخرين وكسر شوكتهم وهو درس للدبلوماسية المتباطئة.جاء الاسلام واكسب العرب عبقريه البعد الثالث للدبلوماسية وتوسيع دائرة البحث عن حلول ترتقى بقيمة الأنسان وكرامته وعدم إذلاله أو الحاق الضرر النفسى به . فأصبح صهيب, وياسر, وبلال, وسلمان , من جلساء الرسول ( ص) ومستشاريه ومعاونيه. فكان ولأهم لنظام يكفل لكل فرد فيه حقوقه ويعرفه بواجباته . فأنكسر بهذا نظام الساده والعبيد وادارة الرجل الواحد. واستمر الحال حتى قامت دولة ليس لها مثيل من السند الى أسبانيا واستتب الامن والعدل وعم الرخاء. وتجاوز الناس مراحل كثيرة ومتقدمة فى بناء الكائن البشرى بعيدآ عن ضيق الافق والأنتماآت المحجمه. للأمكانات والقدرات وتبديد الجهود والثروات حتى أنتكس هذا المفهوم وتحولت الاندلس الى دويلات ثم الى إمارات تم التخلص منها ومن امرائها فيما بعد . وعندما تحولت الدبلوماسيه الى علم يدرس فى الجامعات توقعنا أن تكون المخرجات هى عمرو بن العاص ومعاويه بن ابى سفيان . لكن جاءت النتايج كمن يتعلم الفروسيه على جهاز الحاسوب وتحولت بعض الانظمه العربيه الى برامج استجداء لشيوخ العشائر والقبائل وتقريبهم من قيادة النظام ومكوناته وتحويلهم الى قوة تقتسم مع السلطه مناطق لحكمها ونفوذها. واصبح الافراد فى هذه التنظيم يدينون لشيوخهم وقبائلهم بالولاء وليس لدولة النظام. حتى أن بعض الدول لاتملك السيطرة الاعلى قلب العاصمه السياسيه والبقية مناطق نفوذ القبائل. وهذا الذى جعل جامعة الدولى العربية وايضا الأممالمتحده لم تحقق مكاسب سياسيه ولا تنظيميه. لانها تتعامل مع دولة مكوناتها دويلات وامارات ومقاطعات يغلب عليها النظام القبلى الذى يسعى فى كل لحظه الى تحقيق مكاسب للقبيلة أولا والى ترسيخ الولاء للقبيلة, وهو نظام مركب من الجهل والاميه والتخلف يعيد الناس الى الجاهليه الاولى. ومن السهل جدآ على محتوى النظام القبلى المزايدة على الروؤس وتحويلهم الى قطعان تباع من قبل المستعمر بأرخص الاثمان, لقد أسرفت هذه المجتمعات فى بعث مفردات ممعنه فى الجهل والقدم من استخدامات فى عصرالمعلوماتيه لتزاحم مفردات القرآن الكريم التى لم يعد البعض على أرتباط بها أوفهمها وتطبيقها. بل أن كثيرآ من ميسورى الحال أسسوا قنوات فضائيه لنشر ثقافة القبيلة ومفرداتها اللغويه ومآثرها بل واشعارها التى تحتاج فى كثيرمن الاحيان الى رجل كبيرفى السن لترجمتها وايضاح معانيها والأفتخار بسفك الدماء واذلال الأخر واستعباد المرأه واحتقار دورهافى بناء الكيانات الناجحه كنا نتمنى أن يكون القرآن الكريم والسنه النبويه هو المرجع الاساس للجامعه العربيه أو أحد المراجع الرئيسة والقانون الدولي . لكن الجامعه العربية تحولت الى استخدام العرف القبلي وتغليبه على المنهج القرآني والخوف من أن تزال كل هذه الاعلام الرسمية التي ترفرف على صرح الجامعه وهيئة الامم الى اعلام قبائل فيصبح لكل قبيلة سفيراً وسفراء يرعون مصالح قبائلهم وكل علم يحمل (وسم القبيلة ) والسؤال / هل ستصبح الجامعه العربية ديوانية لشيوخ القبائل ومنتدى لشعراء العامية ومركزاً لغوياً لترجمة المفردات والالفاظ واللهجات ومزاداً لمقتنيات وممتلكات الشيوخ من الانعام .وهل سيصبح رئيس الجامعه من شيوخ (شمل) أو ( شيخ مشايخ) ملماً بكل الاعراف وطباع القبائل العربية التي غدت في كل شعب من شعاب العالم العربي . متلماً كانت العرب في الجاهلية لكل عشرة اشخاص ضم يلوذون به في العسر واليسر . ان وحده العالم العربي لم تعد مطلباً بل فرض عين يتوجب على كل عربي أن يغلب وحدة أمة فضلها الله على غيرها بحمل رسالة هي خاتمه وكامله . ورسولها المصطفى هو منهم .على الاهواء والرغبات الذاتيه .