عندما سمعنا ببرنامج " حافز " استبشرنا لإخواننا وأخواتنا العاطلين خيراً، واعتقدنا أن باباً للخير وسد الرمق قد أُشرع، وأن حاجاتٍ لمعوزين ستقضى، ولكن وبعد زمنٍ ليس بالقصير في انتظار التطبيق تبيّن لنا أن هذا البرنامج قد تحوّل بقدرة قادر ومقص رقيب حاجر إلى ما يشبه لعبة " النملة والنخلة "، والتي نعرفها جميعا ولعبناها كثيرا في مدارسنا، وكنا جميعا –إلا ما رحم الله- نخسرها، وسرعة الخسارة وبطؤها –في اللعبة- يعتمد على سرعة الأستاذ ومهارته في التلاعب بكلمتي اللعبة "نملة، نخلة، نملة، نخلة، نخلة، نملة"... دعونا نلقي نظرة على شروط برنامج "النملة والنخلة"،، عفواً !! أقصد برنامج "حافز".. وقارنوا معي بينها وبين شروط الفوز بتلك اللعبة... "تنص شروط "حافز" على أن يكون المتقدم أو المتقدمة سعودي الجنسية، وأن يكون عمره 20 عاماً فأكثر، وألا يكون قد تجاوز ال 35 عاماً، وأن يكون قادراً على العمل، وألا يكون موظفاً أو عاملاً في القطاع العام أو الخاص، وألا يكون طالباً أو متدرباً، وألا يكون لديه سجل تجاري، وألا يكون لديه دخل ثابت يعادل 2000 ريال أو أكثر كمتوسط شهري خلال ال12 شهراً السابقة لبداية الشهر الذي تقدم فيه بطلب الإعانة، وألا يكون مستحقاً لمعاش تقاعدي، وألا يكون مستحقاً لأي مخصص أو تعويض ضد التعطل عن العمل، وأن يكون مقيماً في المملكة لمدة لا تقل عن 10 أشهر خلال ال12 شهراً السابقة لتقديم الطلب، وألا يكون مقيماً في دار رعاية اجتماعية أو ما في حكمها..." "أن يكون و ألا يكون، ألا يكون وأن يكون".. بالله عليكم، كم عدد الذين سينجون من الوقوع في مصائد "يكون ولا يكون"؟!.. ومن الذي لديه الجلد والصبر والقدرة على قراءة الشروط ومتابعة جديدها، ثم يفك رموزها ودلالتها ويطبقها على نفسه حتى يفوز بالجائزة الكبرى!! إخواني في برنامج "يكون ولايكون"؛ الناس جميعا لم يبلغوا حد السذاجة حتى يجتمعوا على انتقاد طريقة و كل شروط هذا البرنامج، ولم يعترضوا على وضع شروط منطقية مقبولة ومعقولة تتناسب مع ظروفهم التي يعيشونها وحجم الدعم الذي سيحصلون عليه من وراء استحقاقهم لمكافأة هذا البرنامج... جميعنا – مستحقنا وغير مستحقنا – يرفض اشتراط العمر كما رفضنا اشتراط عدم الزواج للمرأة، والذي كاد أن "يكون أو ألا يكون".. وفي نفس الوقت كلنا نوافق على اشتراط " عدم ممارسة العمل التجاري ".. إخواني في البرنامج نرجوكم كونوا عوناً لمليكنا وقائدنا "الملك عبدالله" في توجيهاته الأبوية الحانية لما فيه نفع الناس.. وكونوا موقنين أن الله – عز وجل- هو رازق البلد وأهله.. وكونوا على يقين أن زيادة الشروط أو نقصها لا علاقة له بتوفير شيء من الميزانية أو نقصها، ما دام العطاء لا تبذير فيه ولا إسراف.. كما نرجوكم ألا تكونوا ملكيين أكثر من الملك.. ولا مقاريض للخير والرحمة عن الناس.. رزقنا الله وإياكم من خزائنه الملأى، وأغنانا بفضله عمن أغناه عنّا.. ودمتم سالمين مغتنين حافزين !!..