في مقال يوم الثلاثاء الماضي والمعنون ب (طقطقة الفصفص) كتبت (بضم الكاف) كلمة نظم ومنظومات بحرف الضاد (نضم) وليس الظاء (نظم)، ويبدو أن حرف الظاء تحول إلى ضاد من باب أننا أمة الضاد ولا يصح أن نكتب الكلمات بعيدا عن هذا الحرف. لذلك اعتذر للقراء الذين عقبوا على هذا الخطأ الإملائي مع البراءة الكاملة مما حدث. ومشكلة العجمة التي دخلت على العربية عمقت بعدنا عن لغتنا منذ القدم، فجعلتنا ننطق حروفا ليس في مكانها، وننساق لأساليب ليست ذات استقامة أسلوبية عربية خالصة، ويقال إن قلة قليلة قادرة على تقعيد حرفي الضاد والظاء ولا توجد قاعدة لهذين الحرفين سوى معرفة مخارجهما، وكما نعلم أن المخارج متعددة (الجوف واللسان والخيشوم والحلق والشفتان وهي تنقسم إلى عدة مخارج فرعية أوصلها ابن الجزري إلى 17 مخرجا في منظومته)، ولتقارب مخرج الحرفين، وضح الدارسون أن مخرج الظاء يكون من الشفة (وهو من الحروف اللثوية) بينما الضاد عند نطقها يتم وضع اللسان في الثنايا العليا أو أصل الأسنان من الأيسر وهي الأيسر عند النطق، ويتطابق الحرفان في الصفات (الجهر، الرخاوة، الاستعلاء، الأطباق، الإصمات) ويتفرد الضاد بصفة الاستطالة. والخلط بين الحرفين خلط قديم جعل أناسا يكتبون أو ينطقون (يعضه) (يعظه) في (قال لقمان لابنه وهو يعضه) وكثيرة هي الملح والطرائف على هذا الخلط، فعن المدائني قال: قرأ إمام (ولا الظالين) بالظاء المعجمة، فرفسه رجل من خلفه. فقال الإمام: آه، ضهري! فقال له الرجل: يا كذا وكذا، خذ الضاد من ضهرك، واجعلها في الظالين، وأنت في عافية. وهذا التعليق ليس تنزيها لنفسي من الوقوع في الأخطاء، فأنا أخطئ في اليوم والليلة ما يجعلني ألوم نفسي وأقرعها تقريعا يليق بأخطائها التي لا يغفرها إلا الغفور المنان. وما وقوفي في هذا المنبر إلا حظ من حظوظ الدنيا وما أنا إلا طالب علم يصيب ويخطئ، وما لا أعلمه أكثر وأعمق مما أعلم، وقد سئل أبو بكر الواعظ عن مسألة، فقال: لا أدري. قيل له: ليس المنبر موضع الجهل. فقال: إنما علوت بقدر علمي، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة