كل عام وأنتم بخير إننا كل عام في مناسبات إسلامية عظيمة كالأعياد تتردد على الألسن والمسامع كلمات بين الناس وعبر وسائل الاتصال الحديثة من رسائل الجوال والبريد الالكتروني أو الفيس بوك كل عام وأنتم بخير ومن العايدين وعيد سعيد وعساكم من عواده وكلمات كنت دائماً أشتاق لسماعها من كبار السن \"عُدت عليهم من الحي المستورين \"والكثير من عبارات التهاني بالعيد وأعتبرها من وجهة النظر وسيلة طيبة للتواصل والتهاني بين المسلمين كالأصدقاء والزملاء في العمل ولكنها غير كافيه أن تكون وسيلة التهنئة بين الأقارب خاصة ذوي الأرحام فالواجب أن نتشرف بالتهنئة بالاتصال المباشر وإن تسمعهم صوتك إن كنت بعيدًا وخارج المدينة أما بداخلها فالواجب أن تذهب لهم شخصياً وتصلهم وتبارك لهم بالعيد وإن كانوا من أصحاب الحاجة (من الأيتام ومن الأرامل والمطلقات والمعسرين ) والأخوات والعمات أن تقدم لهم بعض المال وتجزل لهم العطاء عطاء من لا يخشى الفقر وبسخاء من مال الله ولله وتقول بابتسامة ولطف هذه عيديتكم حتى لا تسبب لهم الإحراج فربما بعطيتك تقضي حاجة وتحقق لهم غاية وتدخل في نفوسهم الفرح والسرور وتزرع في قلوبهم لك المحبة والإجلال هذا من جانب أما من جانب آخر فإن هذه المناسبة تأتي كل عام والبعض من المسلمين بينهم شي من المقاطعة والبغض ولم تحرك فيهم هذه المناسبة ساكناً لنبذ القطيعة والتفرق بينهم وخاصة إذا كانوا من الأقارب وذوي الأرحام فإنهم على خطر عظيم ربما يوصلهم لسوء المصير ويدخلهم العذاب الأليم ولنتذكر ونمتثل لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم ) رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب , وقوله (لا يدخل الجنة قاطع) وقوله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) رواه البخاري ومسلم وقوله ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ) الأحاديث كثيرة في هذا الجانب ولو تأملنا وراجعنا أنفسنا عن أسباب هذه المقاطعة لوجدناها من صغائر الأمور أمور تافهة دنيويه لاتسمن ولا تغني من جوع , يجب علينا أن نبادر بالإصلاح وردع النفس عن كبريائها وغيها ومراجعة ومعالجة أنفسنا وندعو الله أن يجعلني وإياكم ممن يمسي ويصبح وليس في قلبه غل لأحد من المسلمين وكل عام والأهل والوطن وجميع والمسلمين بألف خير. حسن فرج المنجومي