في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال في سورة «القلم»: (وإنك لعلى خلق عظيم). وفيما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: (كان خلقه القرآن). الدكتور جميل بن أحمد ظفر مؤلف كتاب «خلق النبي العظيم صلى الله عليه وسلم» يقول عن صاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام: إني حين أكتب عن خلق نبينا المعظم فلأنه صلوات الله وسلامه عليه جمع كل معالم السمو والكمال، عظمة في الخلق، ورفعة في الأدب، ورقة في العواطف، ونبلا في المشاعر، وتوجيها للأمة للاستقامة على طريق الخير والحق والفضيلة، فأخلاقه سجل حافل وكتاب خالد، تقتبس منه الأمة المسلمة ما فيه عزها ورفعتها وهدايتها، ويحقق الخير لها، لتتبوأ مكانتها اللائقة بها بين الأمم، وتستعيد مجدها وسلطانها، وتكون بحق كما أخبر الله في كتابه العزيز إذ يقول: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران: 110. وقد اقتضت طبيعة رسالته الخاتمة الشاملة العامة للناس جميعا، والدين الكامل الذي رضيه الله تعالى لعباده وأتم به النعمة عليهم أن يكون المرسل به من عند ربه قمة في الكمال الأخلاقي والسمو الإنساني طاهر القلب نقي الروح زكي النفس متحليا بمعالي الأمور ومكارمها ومحاسن الآداب وجلائلها، عالي الهمة قوي العزيمة لنشر الدعوة وتبليغ ما أنزل إليه من الوحي من ربه (شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) الأحزاب : 45-46. وقد كان نبينا العظيم كما أراد الله تعالى له أن يكون، وكما وصفه به ربه وامتن عليه في قوله: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) آل عمران: 164. ومن أراد أن يقف على أخلاق الرسول العظيم ويتعرف على آدابه وفضائله ليقتبس منها ما يوفقه الله إليه ليسير على هديه ومنواله، ويشرب قلبه حبه وتمثل شيء من كماله فيه، فعليه الحرص على تلاوة القرآن الكريم وتأمله والتدبر فيه والوقوف عند كل إشارة تتحدث عن مظهر من مظاهر السمو والعظمة في خلقه، إذ كان صلى الله عليه وسلم من شدة اهتمامه وعنايته بكتاب ربه عز وجل قد انطبعت في نفسه وعقله كل معالم الخير والحق والفضيلة التي جاءت في القرآن، ومن ثم كان خلقه القرآن كما قال تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) النجم: 3-4 ، وكما جاء في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه سئلت عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن). ويشتمل هذا الكتاب على مقدمة وتمهيد وثمانية فصول وخاتمة، وموضوعات الفصول على النحو التالي: الأول: خصال فطرية ومكتسبة. الثاني: سلوكيات اعتقادية تعبدية. الثالث: علاقات اجتماعية إنسانية. الرابع: أقوال طيبة مباركة. الخامس: مقومات معيشية أساسية. السادس: بقاع ومساكن حيوية. السابع: منافع مادية تعاونية. الثامن: وصايا وتوثيقات زواجية. والكتاب بمادته قد حاز على تقدير الدار العالمية للكتاب الإسلامي بالرياض، وقد طلبوا من المؤلف الموافقة على ترجمته إلى حوالى 30 لغة على نفقتهم لتعميم الفائدة بمحتواه المتميز، فجزى الله الدكتور جميل ظفر على ما قدم والشكر له على إهدائه الكريم. آية: يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة «التوبة»: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم). وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة). شعر نابض: من شعر أحمد شوقي قوله: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة