بسم الله الرحمن الرحيم قراءة / نواف سفر العتيبي . إن من استمع إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وهو يخاطب شعبه قد أدرك مدى القرب والتواصل بين الحاكم والرعية بين الوالد وأبناءه ، حيث كان خطاباً مؤثراً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، وبدون حواجز خطاباً مباشراً بحيث كانت عناصر الاتصال واضحة من حيث المرسل وهو القائد والوسيلة وهو جهاز التلفاز والرسالة وهو خطاب المليك المباشر والمستقبلون وهم كافة أفراد الشعب رجالاً ونساء . حيث استهل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله خطابه بنداء الشعب بالشعب الكريم في تواصل القائد المتواضع مع شعبه بحيث لم يكن هناك تعالى في الخطاب بحيث يكون الاتصال رأسياً من أعلى إلى أسفل يأخذ صفة الآمر الناهي ! وإنما جعله خطاباً أفقياً وهو يثني على جهود الشعب وكأنه يسأل الشعب وهم يجيبون ! وهو يعدد محاسن الشعب ووقفاته بكافة أطيافه ومستوياته ويشيد بجهودهم كلا في موقعه . عندما تتوفر مثل هذه الصفات في أي خطاب لابد أن يكون مؤثراً ! ومما يؤكد ذلك هو انتظار الخطاب من قبل الشعب من وقت إعلانه مساءً يوم الخميس إلى وقت بثه في تمام الساعة الثانية ظهراً في اليوم التالي من يوم الجمعة ، وتوقع الشعب بأن الخطاب يهمه ويسعى في مصلحته ، وهذا دلاله على مدى التلاحم والظن الحسن بين الشعب وقيادته !. فهذا هو واقع الشعب ثقة تامة في القيادة وهو ماتم بالفعل ! . فالاتصال عملية اجتماعية هامة لا يمكن أن يعيش بدونها الإنسان أو المنظمات أو المؤسسات على المستوى المجتمعي ككل. وهذه العملية ينبغي أن تقوم على الصراحة والوضوح ودقة الأخبار والمعلومات مع ذكر مصادرها..ويشترط الالتزام بالمعايير الاجتماعية السائدة في المجتمع مثل الصدق، والأمانة،والإخلاص،...حيث كان خطاب المليك كذلك ! وعندما ننظر للواقع المشاهد فإننا ندرك نعمة الله علينا في الأمن والأمان والعيش الرغيد ، وكذلك نحمد المولى عز وجل على أن جعل ولايتنا في من يخافه ويتقيه ! ويحّكم شرع الله فينا كما ندرك ضرورة الالتفاف حول قيادتنا ، ودعمها ، والدعاء لها بالتوفيق ، وأن يرزقها الله البطانة الصالحة التي تعينها على الحق وتدلها عليه . خصوصاّ ونحن نرى مايحيط بمن حولنا من فتن ، ودمار ، وتشتت ، وقتل ، ونهب ...الخ ، كما أن الواقع يحتم تقوية اللحمة الوطنية بين أفراد الشعب والقيادة ، وأن لا نسمح لكائن من كان أن يفرق بيننا مهما كانت المبررات ! ولاشك بأن ذلك يدل على أننا نملك التواصل الواعي بيننا وبين قيادتنا الكريمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ، فعندما نرفض المظاهرات ، والمسيرات التي يدعو لها بعض ضعاف النفوس ضد القيادة ، ونخرج فرحاً وسروراً بشفاء خادم الحرمين الشريفين وندعو له بأن يحفظه الله من كل سوء ومكروه ،ونعلن للملا بأننا نجدد البيعة والعهد والولاء لخادم الحرمين الشريفين ، ونحافظ على مكتسبات ومقدرات الوطن ، فإننا نكون عند حسن ظن خادم الحرمين بنا ، لأنه يعرف بأن شعبه قد بايعه على المنشط والمكره دون مساومه ، وهذا طننا به كما هو ظنه بنا . ولاشك بأن القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، يدرك مايشغل بال شعبه ، ويسعى لتلبية كافة احتياجاته ، متلمساّ ما يجلب السرور والفرح لهم ويؤمن لهم حياة كريمة وبكل تواضع يقول بأن هذا جزء مما تستحقونه ! كما أنه حفظه الله ورعاه يرفض بأن يطلق على حزمة هذه القرارات ( مكرمة ملكية ) بل حق للشعب ! فأي حاكم مثله ! لله دره . حيث جاءت هذه القرارات في وقت مناسب جداّ لكافة أفراد الشعب وملبية لحياة كريمة لهم وفي نفس الوقت تصب في مصلحة الوطن والمواطن ، وتبين منهج الدولة وتحث على حفظ مقدرات البلاد ومكتسباته . لأنها لم تكن قرارات آنية بل يمتد أثرها إلى أمد بعيد .وثبت للجميع سواءً من هم بالداخل أو الخارج بأن قيادتنا الحكيمة ،تسعى لمصلحة الشعب ، وتراهن على قوة التلاحم معه ، وأنها لن تدخر جهدا في بذل المزيد فيما يعود على الشعب بالخير والنماء وتفتح الأفق لمستقبل زاهر في كافة المجالات بإذن الله . وبالفعل يعد خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدا لعزيز خطاباّ تاريخياّ يسجل بمداد من ذهب ، ويعطي درساّ في الحكمة السياسية في التعامل بين الراعي والرعية ، ويقطع الطريق لمن تسول له نفسه المساس بأمن الوطن والمواطن . ومال لأحد منه الله اللي عزنا ! ولعل طلب خادم الحرمين الشريفين من شعبه في نهاية خطابه بالدعاء له يدل دلالة واضحة على يقينه من حب شعبه له وصدق دعوته ، وهذه العبارة أثرت في نفس كل من استمع لهذا الخطاب التاريخي ! بل أن البعض قد ذرفت عيناه بالدمع وهو يلهج بالدعاء بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين من كل سوء ويديم عليه لباس الصحة والعافية آمين يارب العالمين قراءة نواف بن سفر العتيبي الطائف