لنا خصوصية ميزنا الله بها عن بقية شعوب العالم وهذا لا شك فيه ، وهو الحكم بما انزل الله ، متمثلا في إتباع الكتاب والسنة النبوية المطهرة ورغم تقصيرنا في التطبيق لكن عزائنا ان كل عمل لابد أن يعتريه القصور والنقص ، المهم أننا لا نركن لغير ذلك ونتخذ قوانين وضعية دستور يسيرنا حيث يشاء ، ولا يوجد لنا مرجعية بشرية نتخذها وليا ونصيرا ، فمآل أحكامنا جميعها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهو الفيصل في كل أقوالنا وأفعالنا ، ولن تجد فيه ثغرة أبدا ، ولذلك ( فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ) هكذا ميز الله هذه البلاد المباركة عن غيرها من البلدان ونسأله جلت قدرته أن يديم علينا نعمه ويبعد عنا منغصات الحياة ، فلذا يجب أن ننطلق من هذا الباب حتى نبلغ الآفاق ، يجب أن نتكاتف وكل مؤسسات الوطن بدون استثناء على غرس حب الدين والوطن والأرض والموت دفاعا عن الشبر من الأرض التي نعيش عليها . ثم لا مجال للصمت الآن يا علماءنا ، يا مثقفينا ، يا أيها الخبراء السياسيون لابد أن تخرجوا الآن ، فقد حانت ساعة الخروج كلاً بما يستطيع ، كلاً بما يملك من معرفة وعلم ، فالناس بحاجة لمن يبصرهم بحاجة لسماع قول الحق ، بحاجة للتنوير الصحيح ، فقد أصبح الناس مشوشون لا يعلمون من أين يستسقون أفكارهم وقد مُهدت الطرق لأصحاب الدسائس ، لأصحاب الأفكار الهدامة ، لدعاة التغريب والتحرير ، لدعاة الخنا والزنا والرذيلة، واستباحة الدماء والأعراض والأموال . نعم نحتاج الوقفة الصادقة في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا البلد المبارك ، أنتم يا أصحاب الأصوات المسموعة نحتاج لوضع الخطط الدعوية المبنية على أصول ثقافية متكاملة تكفل لنا مجابهة كل الخطط المتأمركة والمتصهينة . هذه الأرض يجب أن تكون عزيزة كما هي الآن لا يمسها إلا المطهرون ، يجب أن يُسحق ويُحرق كل من يحاول مجرد المحاولة العبث في امن هذا الوطن الغالي ، وسنكون جند الله في أرض الحرمين نضرب بيد من نار كل من يحاول الإخلال بالأمن . أي نعم لا يجب السكوت عن الباطل ، وعلينا الصدح بالحق ولكن من يريد الحق يجب أن تكون دعوته إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، يجب أن تكون تحت مظلة الكتاب والسنة لا أن تكون تحت ضغط الأهواء والشهوات ، وتحت مباركة أعوان الشيطان ، وعندها سيحل الخراب والدمار بما تدعون إليه وبدعواتكم هذه سيهلك كل شيء على وجه الأرض . لنبدأ الثورة من الآن ، نعم ! لنبدأ الثورة على أنفسنا أولا فمن صلحت نفسه استطاع أن يخرج بها لبر الأمان ثم بالتالي يستطيع إصلاح غيره . نعم إذا صلح لنا الدين بالكاد صلحت لنا الدنيا وما فيها ، ولن تصلح لنا دنيا ولا دين بعكس ذلك . نعم إذا صلحت الرعية صلحت الدولة ، وليس بالضرورة صلاح الراعي منعكسا على الرعية ، وما كل هذا الفساد الذي تتنادون بإصلاحه إلا بما فعلت أيدينا ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) أقول أيها الإخوة الكرام لست إلا واحد منكم والتلاحم اليوم مطلب كل مسلم غيور على دينه ووطنه وأرضه وعرضه ، والسلام والأمن لا يعدله شيء ، والاستقرار نعمة لا يوازيها نعمة ( من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) المطلب الآخر الذي يجب أن يتمسك به كل مواطن مسلم هو إزاحة وإبعاد الرموز الفاسدة رموز التحرر الأخلاقي رموز الفساد الإداري هذه الرموز المتسللة إلى عمق الإدارات الحكومية ومؤسساتها ، علينا جميعا أن نكون والدولة يدا واحدة لاجتثاث هؤلاء الخونة الذين كان لهم السبب الأول في ضياع مكتسبات الوطن وضياع أموال الدولة واختلاسها بدون وجه حق ، علينا أن نكون والدولة يدا واحدة للحفاظ على مكتسبات هذه الأرض الطاهرة ، أن نكون أوفياء لبلدنا ولأمتنا ولأرض هذا الوطن ، وهل من رازق غير الله ، وهل من معافي غير الله ، إذا آمنا بهذا فلن نعيش عبيدا للدراهم والدنانير : إذا أعطينا رضينا وان لم نعط سخطنا ، وخيرا لي أن أنام جائعا فقيرا من أن أنام غنيا خائفا مشغولا . نحن فقط نحتاج لمسئول أمين ، لموظف مخلص ، لشعب صادق ومنظم ، لأمّة متمسكة بشعائر الدين . فقط انظروا لمن حولكم من الثوار بعين الترقب هل تعتقدون أنهم حققوا ما لم يحققه الأولون ، هل حققوا انتصارا عظيما فيما ذهبوا إليه ، بعد سفك الدماء وخراب الأرض والديار ؟ ربما ..! لكني معكم من المنتظرين حتى نرى ما ستؤول إليه الأمور ، وهل تم اقتلاع الشر من جذوره حسب اعتقادهم أم أن الشجرة التي اجتثت ليست هي المراده ، بل شجرة الزقوم ما زالت تُسقى بأيدي الشر وستكبر يوما بعد يوم حتى لن يستطيع أحدا أن يتفيأ بظلالها . وهاهم سُقاة الشر يضحكون في حين أن الكثير من العرب يبكون ، هاهم يشبعون وهناك الكثير من المسلمين يتألمون جوعا . الحقيقة أن ما حققه الثوار منذ فجر التاريخ كثير لكن ما خسروه أكثر بكثير مما استطاعوا تحقيقه . ولا يعتقد عاقل بصدق ما يطالب به الثوار ، فقد لفت نظري لافته في شعارات متظاهري مملكة البحرين حماها الله كُتب عليها ( إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه ) وهذا مضحك للغاية ومن كان له قلب يعقل فليرجع فقط لأصل المذهب عند من يرفع هذه اللافتة سيعلم مدى الزيف والخداع ومحاولة اللعب على عقول المشاهدين ، ولكن هيهات أن ينخدع بمثل هذه الشعارات ذوو البصر والبصيرة . إن كان لنا ثورة فلتكن ثورتنا لحماية ديننا ، ولحماية وطننا ، ولحماية المسلمين . لتكنن ثورتنا ضد من يحاول إجهاض أمننا واستقرارنا . لتكن ثورتنا لرفع علمنا ورايتنا فوق فوق هام السحب . لتكن ثورتنا لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار والرخاء والاطمئنان في بلادنا . لتكن ثورتنا لتحقيق أقصى درجات السعادة وراحة البال والكسب الحلال . وليكن اعتصامنا بحبل الله لا تفرق بيننا ولا نزاع . ولا تكن ثورتنا واعتصاماتنا تابعة ، وتقليدية دون علم وبصيرة ، دون التفكر في مآلات الأمور وعواقبها . حينها وحينها فقط لن يتجرأ أحد المساس بهذا البلد ولا بأحد أبنائه ، وسنكون بحول الله الأعلون ما دمنا صادقين . حفظ الله الراعي والرعية وحفظ هذا البلد من كل مكروه انه ولي ذلك والقادر عليه اخوكم : طلال الثبيتي في 1/ 3 / 1432 ه [email protected]