عندما احتفت المملكة العربية السعودية مع بقية دول العالم باليوم العالمي لمحو الأمية الذي صادف الثامن من سبتمبر وفعل هذا الاحتفاء يوم السبت الماضي الموافق 8/ 11/ 1431ه الموافق 16/ نوفمبر 2010م بعد أن أجلت وزارة التربية والتعليم موعداً المشاركة في فعاليات هذه المناسبة بسبب مصادفة موعده للأجازة الصيفية لم يكن مجرد مشاركة بل أن هذا الاحتفاء دليل يبرهن على الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة هذا الشعب فيما يخص الجانب التعليمي لكل من حالة ظروفه الحياتية بينه وبين الالتحاق بركب التعليم في مقتبل العمر وعانى من صراعات الجهل بسبب فقدان فرصة التعلم فأوجدت برنامج مجتمع بلا أمية الذي يعتبر من أهم البرامج التي أقرتها وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية قبل أربع سنوات مستندة في ذلك على أهداف الدولة في نشر التعليم ومحو الأمية التي نصت عليها المادة رقم (30) من النظام الأساسي للحكم وأنطلق العمل به اعتبارا من بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 1428 1429ه وكان الهدف الأساسي من هذا البرنامج هو القضاء على أمية القراءة والكتابة لدى الأميين واستهداف الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس الابتدائية وتزويدهن بالقدر الضروري من العلوم الدينية وصولا إلى تقليص نسبة الأمية على ادني مستوى بنهاية الخطة الخمسية الثامنة وقد كانت البداية في تفعيل هذا البرنامج لمنسوبي وزارة التربية والتعليم والإدارات التابعة لها تحت شعار ( وزارة بلا أمية ) ثم تواصل ليشمل كافة الجهات المرتبطة بمختلف الوزارات من مدنية وعسكرية فوصل إلي الكثير من المناطق النائية حيث شمل البدو الرحل والمزارعين فكانت الإحصائيات والتقارير تشير الي نجاح البرنامج بل تجاوز التوقعات المرجوة منه ، لذلك اشتملت الخطط المرسومة من الوزارة في التعاميم المبلغة لإدارات التعليم في كافة مناطق ومحافظات المملكة عدد من الأساسيات والضوابط التي تكفل نجاح واستمرارية البرنامج للدارسين حيث رأت أن ينفذ البرنامج في الوقت المناسب للأميين وفق ظروفهم و في أماكن تواجد هم في المدن والقرى والهجر والأماكن النائية والمصالح الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وإمكانية تهيئة أماكن خاصة لتنفيذ البرنامج مع تطبيق مقررات محو الأمية الجديد في البرنامج على أن تكون الخطة الدراسية من ( 20 ) حصة أسبوعيا بواقع ( 4 ) حصص توزعت على العلوم الدينية بنصاب ( 6 حصص ) والقراءة ( 6 حصص ) والكتابة ( 6 حصص ) فيما أختصر تعليم الرياضيات على ( حصتان ) ورأت أن يتم تقويم الدارسين وفق مهارات التقويم المستمر الخاصة بمقررات مجتمع بلا أمية في حين لم تغفل وضع الحوافز التشجيعية فاعتمدت منح الدارس شهادة اجتياز برنامج مجتمع بلا أمية بعد تمكنه من الاجتياز وفق المهارات المعتمدة وعلى ضوء هذا الاجتياز يمنح مكافأة مالية مقدارها ( 1000 ) ريال بناءً على موافقة المقام السامي رقم 7/ ب/ 29935بتاريخ 22/6/1424ه هذا فيما يخص الدارسين أما المعلمين الراغبين بالعمل في هذا البرنامج فقد حددت الوزارة شروط يتم من خلالها ترشيح المعلم وفق إلية محدده جاء فيها إلزام المعلم المتقدم للعمل بالبرنامج بإحضار بيانات لمجموعة من الدارسين لم يسبق لهم الالتحاق ببرنامج مجتمع بلا أمية لا يقل عدد المجموعة الواحدة عن ( 10 ) دارسين من الأميين إضافة إلي أثبات المعلم بأنه غير مرتبط بعمل آخر فيما حددت الوزارة مكافأة شهرية للمعلمين المرشحين للعمل بالبرنامج بواقع ( 3000 ) ريال شهرياً 0 وعندما أتحدث عن مشاركة المملكة واحتفائها بهذا اليوم العالمي لمحو الأمية وعن فعاليات برنامج مجتمع بلا أمية فلابد أن أشير إلي المشاركة المتميزة للإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف والتي وجهت جميع المدارس بتنفيذ الفعاليات الخاصة بالمناسبة من عقد ندوات ومحاضرات وإعداد الملصقات بالتعاون مع إدارة تعليم الكبار و إصدارها لنشرات تعريفية حول المناسبة لتبرز الجهود المبذولة من حكومة المملكة العربية السعودية للإسهام التي بذلت بفعالية لغرض تحقيق أهداف المناسبة نحو القضاء على الأمية فيما تشارك هذا العام 1431 ه أسوة بإدارات التعليم في كافة محافظات المملكة ببرنامج مجتمع بلا أمية في نسخته الرابعة على التوالي والتي استفاد منه الكثير من أبناء محافظة الطائف وكافة المراكز المرتبطة بها وما يتبعها من قرى وهجر حُرم قاطنيها من ركب التعليم وكان لإدارة شئون تعليم الكبار في هذه الإدارة الدور البارز فيما يخص هذا الجانب بقيادة مدير الإدارة الأستاذ / عوض بن عواض الزائدي وبقية زملائه الذين أسهموا بفعالية في نجاح البرنامج منذُ أن بداء العمل به وكأن لتوجيهاتهم التشجيعية ومتابعتهم الميدانية للعاملين في هذا البرنامج الأثر الكبير في تقديم المطلوب منهم وفق الخطة التعليمية المبلغة من الوزارة تلك الجهود بدأت بترشيح المعلمين الأكفاء والغير مرتبطين وعقدة لهم بعد اعتمادهم من الوزارة دورات تدريبية خارج أوقات الدوام الرسمي وبشكل متواصل لتساعدهم في نجاح عملهم التربوي وقد حققت تلك الدورات المأمول منها في أعداد تلك الكوادر وتأهيلهم بما يتناسب مع آلية البرنامج وتتواصل تلك الجهود فيما يخص تحديد مستوى كافة الدارسين ويتم أقرار التحاق الدارس الذي يصل لأعلى مستوى بالصف الثاني لمحو الأمية وذلك بالمراكز النظامية تمشيً مع سياسة الوزارة في هذا الجانب 0 بقي أن أؤكد بأن اعتماد الوزارة للبرنامج في محافظة الطائف هذا العام ودعمه بعدد ( 38 ) معلم تم ترشيحهم من قبل إدارة التربية والتعليم بالمحافظة وفق شروط التعاقد دليل على إيجابيات البرنامج وإقبال الدارسين عليه فلو أ فترضنا بأن الثمانية والثلاثون معلمً قدموا بيانات بأعداد الدارسين لا تقل عن عشره وحسبنا كمتوسط عددي لكل بيان بخمسة عشر دارس لوجدنا المجموع الكلي لجميع الدارسين هذا العام 570 دارس في محافظة الطائف فقط وهذا العدد يبرهن كما أسلفت على النجاح المتواصل للبرنامج ولكل من يقف خلف إعادة قطار التعليم الذي تجاوز محطات الصغر وبمتابعة حثيثة ومتواصلة من قبل سعادة مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف الأستاذ / محمد أبو راس و مساعده للشئون التعليمية0