عندما يتبادر لإسماعنا أو نقرأ عن الفقر والفقراء فأننا وبدون أدنى تفكير نقول الفقر هو انعدام المال أو ندرة الغذاء والكساء ودخول الشخص في دائرة الحاجة والعوز خاصةً وأن الله سبحانه وتعالى أورد في القرآن الكريم وفي أكثر من آية وسورة كلمة الفقر والفقراء وأوضح حالهم وكذا ما ورد في الأحاديث الشريفة حول هذا المعنى إلا أنني أرى بأننا في زمن لم يعد المحتاجون للمال والزاد ومتطلبات الحياة الأخرى هم الفقراء الوحيدون إذ أن هناك من هم أفقر منهم حال ويحتاجون بالفعل لوقوف المجتمع معهم بأسره ومساعدتهم حتى من قبل من لم يجد قوت يومه 0 حديثي ليس عن فئةً فقرهم وحاجتهم تكمن في خواء بطونهم وتعري أجسادهم بل ربما هم أغناء من الكثير بمالهم وممتلكاتهم وترفهم ولكن مسمى الفقر قد تجاوز خزائنهم وبذخ معيشتهم التي اكفوها عن الجياع وأستقر ذلك المسمى بكل معانيه وصوره في عقولهم ونخرها فاوجد لنا الكثير من [ فقراء العقول ] وهم من اقصد أولائك الذين أطلقوا العنان لألسنتهم وأقلامهم يقولون مالا يفقهون ويكتبون بما لا يدركون نراهم ونسمعهم في مجتمعاتنا يخوضون بالحديث ويبدون أرآهم وفق منهجية عقول جوفاء وبليدة لا يملكون المنطق الإيجابي ولا يؤمنون بمعنى الامتزاج الفكري بينهم وبين الكثير من أصحاب العقل والفكر الذين ميزهم الله عنهم ووهبهم نعمة العقل والفهم أصحاب تلك العقول يعيشون كخفافيش العزب ويتجمعون في كتل كمن يتجمعون في سرادق العزاء مطاطي رؤوسهم من خيبت أفكارهم أوجدوا لا نفسهم وبأنفسهم مكامن الوحل فسقطوا فيه على وجوههم وتلطخت ألسنتهم قبل أيديهم وباقي أجسدهم يختبئون خلف العديد من الأسماء المستعارة ظنً منهم بأنها من مكامن الرجولة ، داءهم استعصاء بالفعل على الطب طبه .. وسلخ بفكره كل الحياء عن معقل لُبه ..فأن صنفنا بعض المعوزين وأطلقنا عليهم فقراء تحت خط الفقر فأن من الواقع الممزوج بشيءً من العقلانية أن نصنف أصحاب تلك العقول ونضعها في مستوى تحت خط الإدراك والفهم فربما نجد لهم على غرار الصدقات طبيب يعطي لهم حيز بسيط في عيادته ويتنازل لهم بدقائق من وقته ليغذي عقولهم وأن كنت أرى بأن الشك يراهن على مغالطتي ليقول لي في صمت ما قاله الشاعر ماجد الراوي ؛؛؛؛؛؛ أرى الله أضعف بعض العقول --------- وميز بعضاً بحسن الفطن فبعض يفكر في ما يقول --------------- وبعض لديه الحماقات فن وبعض غباوته لا تزول -------------- وبعض تخف بمر الزمن عقول البرايا عليها دليل -------------- وما لعقول الورى من وطن الرسالة