عروس المصائف كما يُسَمّونها ، في العام الماضي : شددنا رحالنا إليها لنتفيأ تحت عرائش العنب ، و نجول في الأسواق بحثا عن الرّمان المميز ، الخوخ .. البرشومي .. و عقود ورد الطائف الملكي ... هكذا كانت أحلامنا ، و هكذا أغرتنا الأماني فأتينا و صوت مسجّل السيارة يغني : ( لو كلّفت عليك تقول لي درب الطايف وين ؟! ) و وصلنا ، و طرقنا باب أول فندق فأطارت الأسعار نوماً كان يداعبُ أجفاننا ، و بعد شدّ وجذب غادرناه و أمي تهتف : ( يمكن الشقق أرخص ؟) فأخذتنا الأقدام إلى شقق مميزة المبني ، و بدا التعب يتذمر لأنه سيفارقنا بمجرد إمتلاك المفتاح ، و لكن هيهات ! السعر أيضا مرتفع ، قال أبي : لا بأس ، سنبحث عن شقة أخرى ، و بدأ البحث المضني ، و كل من يقف في منصة استقبال الشقق أو الفنادق يصفعنا بأسعاره التي تجعلنا نهرول راكضين !! و أخيرا لم نجد بُدّا من السُكنى في شقة غالية السعر صغيرة الغرف و أثاثها متآكل الأطراف ... أهكذا أنتِ يا عروس المصائف ؟! تُقلّبين محبيك القادمين من البعيد على جمر أسعارك ؟! إليكم أصحاب الفنادق و الشقق المفروشة : رفقاً بنا فليستْ كل المحافظ تنوء بالريالات ، و لسنا جميعا معتادون على الهرولة بحثا عن مكان للمبيت فإذابنا ننزوي في جحور صغيرة و الصيف يضيّق علينا الخناق . رفقاً بنا فنحن بشر لا فريسة تسمن طوال العام ثم تأتي إليكم بقدميها فتصيدونها و تمتصون دمها . هذا العام ، الصيف طرق الباب ، و ما زالت ( غصّة ) العام الماضي تخنقنا ، و لكن ، هناك من يقول : ( الطائف أحلى ) ، ما رأيكم أيها التّجار ؟! هل الطائف أحلى أم ( أغلى ) ؟!!!