للفقر. . معنى آخر !! أحد أهم الأسباب التي تُعَجِل بنهوض الدول وتسهم في تقدمها هو المستوى المعيشي للفرد . متى ارتفع المستوى المعيشي وتوافرت العوامل المساعدة على العطاء انعكس ذلك كله على فكر الفرد أولاً وعطائه ثانياً ، والضد بالضد . برنامج تلفزيوني عرض لنا واحدة من حالات الفقر في السعودية والتي أصبحت أمراً اعتدنا عليه في ظل ظروف اعتقد أنها من صُنع أيدٍ همها نفسها . عجوز في العقد السابع من عمرها ، تعول أكثر من عشرين فرداً ، بمبلغ لا يزيد عن ( 1400 ) ريال شهرياً ، فيه إيجار المنزل وفيه أكلهم وشربهم وفيه . . . وفيه . . . وماذا بقي ؟ !! . هذه العجوز لم تطلب المستحيل . . لم تطالب منزلاً . . ولم تطلب إدخال أولادها مدارس نموذجية . . ولم تطلب علاج المريض منهم في أرقى المستشفيات - إن وجد مستشفى راقي - .. .. هذه العجوز طالبت بتوفير أكلهم وشربهم . . حتى لو كان أكلهم لحم حمار – أجلكم الله - . . هذا وغيره كثير في بلد الحرمين . . بلد الخيرات . . بلد ملك العدل والإنسانية . . بلد عبد الله بن عبد العزيز رجل الخير والعطاء والذي أجزم أنه لو علم أمر هذه المرأة لتغير حالها وانقلب رأساً على عقب . السؤال : هل سيكون هؤلاء الأبناء قادرين على التفاعل مع المجتمع تفاعلاً ايجابياً وعوناً على العطاء والإنتاج ؟ الجواب : هؤلاء الأبناء حرموا من أبسط احتياجاتهم الحياتية . . بسبب فقر ليس لهم فيه لا ناقة ولا جمل ، ونتيجتهم هي : بطالة وعطالة وتسكع في الشارع يؤدي إلى انحلال في الأخلاق . . وفساد في الفكر . . يؤدي إلى ممارسة جميع ألرذائل من أجل توفير أبسط احتياجاته – مثله مثل غيره من أقرانه - . . وأخيراً إصلاحية الأحداث أو سجون الدولة . تخيلوا معي والخيال واسع لو أن كل تاجر أخرج زكاته . . وساهمت الجمعيات الخيرية في صرفها على من يستحقها . . لكان للفقر. . معنى آخر!! . تخيلوا لو ساهم رجال الأعمال في بناء وحدات أو مجمعات سكنية للفقراء ، ووضع داخلها منشآت تعليمية وترفيهية ، وأعطيت قليلاً من الاهتمام . . لكان للفقر. . معنى آخر . لو . . ولو . . ولو أن ( لو ) تفيد لكان للفقر معنى آخر . !! فاصلة القلم : من السهل أن تصبح فقيراً . . . لكن من الصعب أن تصبح ميسور الحال .