الزكاة ركن من أركان الاسلام أوجبها الله سبحانه وتعالى ولها نصاب معين، لا أتحدث عمّن زكاته بالآلاف لكن سأركز على من زكاته بمئات الآلاف والملايين وهم كثر في بلادنا ممن أنعم الله عليهم. تذكرت مقولة أحد رجال الأعمال ممن حباهم الله بالكثير من المال وزكاته تتجاوز الخمسين مليون ريال حيث تقدر ثروته بملياري ريال او تزيد. هو أحد العقاريين العاملين في السوق منذ ثلاثة عقود المهم أنه قال أنا أفضل أن أعطي زكاتي كاملة لأسرة تشتري بيتا خير من ان اقسمها على عدة أسر تصرفها على الأكل والشرب والملبس. ماذا لو فكر كل مقتدر من أصحاب الملايين والمليارات في صرف زكاته على أسر تحتاج المسكن وبالذات الأرامل والمطلقات وذوي الدخل المحدود والمستأجرين غير القادرين على تأمين مسكنهم؟. كتبت هنا سابقاً.. أن زكاة تجار جدة لو وزعت على ذوي الدخل المحدود والفقراء في مدينتهم لما وجد أي مستأجر، هل يمكن الاستفادة من مثل هذه الفكرة في انشاء صندوق للزكاة يعنى بتوفير المساكن للمحتاجين بالإضافة الى برامج الدولة ايدها الله لحل مشكلة الاسكان. لأن مبالغ الزكاة الخاصة برجال الاعمال والأفراد والمؤسسات والبنوك تقدر بالمليارات ولو تم الاستفادة منها في انشاء مشاريع سكنية لمحتاجيها لساهمت في حل جزء كبير من المشكلة. هناك رجال أعمال أفاضل جبلوا على فعل الخير في كل مناسبة ومنها توفير المسكن لمستحقيه لكن تبقى المشكلة الاساسية في العمل الفردي غير المنظم والمكلف لذا فتنظيم العمل مهم ليصبح مؤسسيا ويدار بأيد تمتلك الخبرة والدراية في مجال الاسكان والعمل الخيري. مصلحة الزكاة يمكن أن تتبنى مثل هذه الفكرة بالتعاون مع وزارة الاسكان ووزارة المالية والداخلية والشؤون البلدية والعمل والشؤون الاجتماعية بحيث يخصص صندوق الزكاة للإسكان وتكون ادارته بأسلوب منظم بعيدا عن الروتين والبيروقراطية والقرارات الفردية تحقيقا للمصلحة من انشائه. نحن أمام أزمة سكن قد يعاني منها من دخله أقل من عشرة آلاف ريال في هذا الوقت لأن معظمه يذهب للإيجار بالإضافة الى اننا نتميز بالأسر الممتدة ذات العدد الكبير التي تحتاج الى مصاريف قد تتجاوز قدرة رب الاسرة على تأمينها ومثل هذا الصندوق قد يفي بالغرض على أن تكون العملية منظمة ومقننة وتدار بأسلوب احترافي بعيدا عن الارتجالية والواسطة حتى ولو كانت هذه المساكن بمبلغ رمزي او ميسر.