أعرب أمير منطقة الباحة، الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، عن أمله أن يكون إعلام المنطقة موضوعياً وناقداً بنّاءً يعتمد على الحقيقة ويقف على الحياد، بعيداً عن الإعلام المبالغ في وصف الحقيقة أو الإعلام القاسي الذي يركز على السلبيات ويغفل الإيجابيات. وقال أمير الباحة، في بيان صحافي صدر أمس: لا أُريدُ إعلاماً دعائياً يبالغ في وصف الحقيقة ويضفي عليها هالة غير حقيقية وغير واقعية، ولا أُريده إعلاماً قاسياً ينتقي السلبي ويركز عليه متجاهلاً الإيجابي أو يقصيه بالكُليّة، مؤملاً أن يكون إعلام المنطقة موضوعياً وناقداً بنّاءً يعتمد على الحقيقة ويقف على الحياد، مستعيداً قصص بعض القضايا التي أثارها الإعلام وزُج بالإمارة فيها، وتمت المبالغة في الطرح، موضحاً أن إمارة الباحة لا تعتمد المشاريع ولا الميزانيات للمؤسسات وإنما تدعم وتساند وتستضيف الوزراء ووكلاء الوزارات لإقناعهم بجدوى بعض المشاريع وأهمية استكمالها أو اعتمادها، متمنيا أن يرقى الإعلام عن شخصنة المواضيع المطروحة، وأن يربأ بمهنيته عن التهويل ومحاولة إثارة المجتمع ضد إمارة المنطقة، خصوصاً في قضية التعديات، مشيرا إلى أنه وجميع موظفي الإمارة لا يسعون إلى الإضرار بمواطني المنطقة، إلا أنهم يمنعون التجاوز والتعسف في إدعاء ما ليس بحق، لافتا إلى أن الانتقائية غير مهنية، وتسيء للمنطقة ومسؤوليها، والإعلام والصحافة وسائل حضارية وموضوعية تبحث عن الحقيقة وتبرزها للمجتمع دون غمط حق المواطن ولا تجنٍ على مسؤول. ولم يخف أمير الباحة تأففه كون الباحة لم تصل بعد إلى ما يطمح إليه شخصياً، وما يتطلع إليه الأهالي من تنمية فاعلة وجاذبة، مطالبا كافة مديري الإدارات الخدمية في الباحة بالتفاعل الإيجابي مع الإعلام، خصوصاً في القضايا المهمة والعاجلة، لافتا إلى أن التوضيح واجب على كل مسؤول، وأن بيان الحقائق يمنع التأويلات والتخرصات، مشيرا إلى استعداده للرد على الصحفيين في أي وقت في القضايا المهمة وغير القابلة للتأجيل. وقال: «آمل ألا تُحملوني والمسؤولين فوق طاقتنا، وأتمنى أن نكون عند حسن الظن، وكل من يسألني عن موضوع ذي أهمية سأرد عليه شرط ألا يسألني صحفي عن تحليل لمباراة كرة قدم». وعن ملتقى الإعلام الأول في الباحة، أبدى أمير المنطقة سعادته باستضافة ملتقى الإعلام في عامه الأول، يومي 23 و24 من محرم الجاري، موضحا أن مشاركة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، ووزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز خوجة، والنخب الإدارية والإعلامية الرسمية والخاصة ستضفي على هذا الملتقى وهجاً، وسيقدم المشاركون من الرؤى والأفكار ما يُثرون به تطلعات المسؤولين في الباحة؛ لأن الإعلام وسيلة حضارية لتحريك الراكد سياحياً واقتصادياً، مشددا على أن التنمية والإعلام وجهان لعملة واحدة، كون التنمية بحاجة إلى إعلام يسلّط الضوء على منجزها وينقد سلبياتها ونواقصها بهدف إتمامها وتلافي أوجه القصور، مضيفاً أن الإعلام شريك فاعل وحضاري في تقديم التنمية للمواطن وإبراز منجزات الوطن، وحاجته للتنمية قائمة على رسالة الإعلام اليومية والتفاعلية مع المواطنين. وأوضح الأمير مشاري أن الطبيعة الجمالية في الباحة متوفرة، والإعلام مسؤول عن إبرازها للمجتمع المحلي والعربي والعالمي، والتعريف بالمنطقة مهمّة سامية شأنها في ذلك شأن بقية المناطق السعودية. ولفت إلى أن الباحة مظلومة تنموياً، خصوصاً من جانب رجال الأعمال؛ لأن الدولة تجتهد في إكمال البنية التحتية، وإن لم تصل إلى المستوى المأمول. وقال: لا بد أن تكون لدينا مشاريع جاذبة ولافتة لانتباه الإعلام؛ إذ إن الإعلام بطبيعته يهرول وراء المميز واللافت. وأكد أمير الباحة على أن الباحة منطقة ناهضة بوجود الجامعة بكافة تخصصاتها وكوادرها، وجمال طبيعتها، وكرم وسخاء أهلها، وثراء موروثها وفلكلورها، ما يُعلي من شأن الإعلام في إحضار الصورة، وإبرازها للمتابع من أبناء المنطقة الساكنين خارجها، ولبقية المواطنين، مبدياً استعداد إمارة المنطقة لتبني مشروع تطوير الأداء الإعلامي والتنسيق مع الجامعة لإقامة دورات تأهيلية لكل الإعلاميين. وبخصوص الكوادر الإعلامية في الباحة، كشف أن المراسلين الهواة وغير المتفرغين يشكّلون عبئاً على الصحافة، مطالباً الصحف بافتتاح مكاتب صحفية رسمية لتكون ذراعاً أميناً للتنمية، خصوصاً عندما يتم اختيار كوادر صحفية متمكنة، متطلعا إلى اكتمال استوديو التليفزيون، وتوفر مراسلين للإذاعات الحكومية والخاصة، وتخصيص برامج حيّة عبر التليفزيون والإذاعة عن الباحة بحراكها الثقافي والاجتماعي، مبدياً أسفه لعدم ذكر موجة التردد الخاص بالمنطقة حين يستمع لبعض الإذاعات.