كشفت ورقة علمية ضمن جلسات منتدى عقود التشييد 2013م والذي أقيم تحت شعار "أوفوا بالعقود" بفندق الفيصلية بالرياض بأن تكلفة التعثر السنوي في المشاريع الحكومية تتخطى 40 مليار ريال بنسبة تبلغ 33.47%. جاء ذلك خلال ورقة علمية بعنوان "تعثر المشاريع الحكومية أسبابه وسائل الحد منه" قدمها المهندس عبدالله البابطين مدير عام متابعة عقود الأجهزة الحكومية والشركات بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد خلال مشاركته في جلسات المنتدى الذي نظمته الهيئة السعودية للمهندسين ومؤسسة مجدي عبدالكريم بخاري بشراكة استراتيجية مع مجلس الغرف السعودية، وبرعاية رئيسية من مجموعة بن لادن السعودية، بتعاون مع الجهات الحكومية والأطراف ذات العلاقة بعقود التشييد بالمملكة. وأوضح م. عبدالله البابطين أن أهم أسباب التعثر التي رصدتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تتحمور حول ثلاثة مراحل الأولى قبل الترسية منها غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية أثناء مرحلة الدراسة والتصميم وعدم الاعتناء بإعداد وثائق المشروع قبل طرحها للمنافسة والقصور في دراسة طبيعة المشروع من حيث الموقع ومتطلبات التنفيذ وعدم الاهتمام باستخراج التراخيص وتقارير التربة اللازمة للمشروع وعدم وضوح المتطلبات اللازمة لمن يتقدم للمنافسة وقصر المدة الزمنية لتقدير وتسعير قيمة المشروع من قبل المتنافسين. وبين أن أهم أسباب التعثر أثناء الترسية تتمحور حول ضعف التحليل الفني للمتقدمين للمنافسة في مرحلة تحليل العطاءات والتركيز على التحليل المالي للعطاءات دون النظر للتحليل الفني، وينتج عن ذلك الترسية على صاحب العطاء الأقل دون مراعاة الإمكانات الفنية، فضلاً عن الترسية على مقاولين لديهم مشاريع أخرى متعثرة والترسية على مقاولين لديهم مشاريع تفوق إمكاناتهم المالية والفنية وكثرة عدد المشاريع التي ترسى على مقاول واحد. وأضاف أن من أهم أسباب التعثر بعد الترسية ضعف كفاءة جهاز الإشراف الفني التابع للجهة الحكومية وعدم مشاركة فروع الجهات الحكومية في المتابعة و الإشراف وضعف كفاءة أعضاء لجان الاستلام الابتدائي والنهائي للمشاريع وعدم وجود مكتب لإدارة المشروع (PMO) إلى جانب ضعف الإمكانات المادية والفنية لبعض المقاولين واعتماد بعض المقاولين على العمالة من السوق المحلي وضعف التنسيق بين الجهات الخدمية التي لها علاقة بمواقع وأعمال المشاريع وضعف القاعدة المعلوماتية لدى الجهات المختصة عن البنية التحتية وكثرة أوامر التغيير خلال عملية سير المشروع والتوسع في التعاقد مع مقاولين من الباطن بدون موافقة الجهة مالكة المشروع وعدم تطبيق الأجهزة الحكومية نظام سحب المشروع من المقاول. وبين م. البابطين أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد طبقاً لتنظيمها تهدف إلى حماية النزاهة وتعزيز مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه، موضحاً بأن من مهامها متابعة تنفيذ الأوامر والتعليمات المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين بما يضمن الالتزام بها والتحري عن أوجه الفساد المالي والإداري في عقود الأشغال العامة وعقود التشغيل والصيانة وغيرها من العقود، المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين في الجهات المشمولة باختصاصات الهيئة، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في شأن أي عقد يتبين أنه ينطوي على فساد أو أنه أبرم أو يجري تنفيذه بالمخالفة لأحكام الأنظمة واللوائح النافذة. وأضاف أن نظام الهيئة ينص على أن تتعاون الجهات الرقابية المختصة مع الهيئة في مجال عملها – في شأن أي استفسار أو إجراء – بما يحقق تكامل الأدوار واتساقها في سبيل تنفيذ اختصاصات كل منها المتعلقة بحماية النزاهة ومكافحة الفساد، كما ينص على أن الجهات الرقابية المختصة تزويد الهيئة بأي ملحوظة مالية أو إدارية تدخل ضمن اختصاصاتها فضلاً عن التأكيد على الجهات المشمولة باختصاصات الهيئة والجهات الخاصة المتعاقد معها تزويد الهيئة بكل ما تطلبه من وثائق وبيانات ومعلومات تتصل بأعمالها. واستعرض م. البابطين أهم أسباب التعثر حسب مصدر التعثر التأخير في مراجعة و قبول وثائق التصميم من قبل المالك والتأخر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالمشروع وكثرة أوامر التغيير خلال فترة المشروع والتأخير في صرف الدفعات للمقاولين وكذلك تعليق وإيقاف العمل لفترات زمنية تنعكس سلباً على مقدرة المقاولين إلى جانب عدم الالتزام بتطبيق نظام المنافسات والمشتريات الحكومية في إجراءات سحب المشروع، فيما تتسبب التشريعات كمسببات للتعثر بسبب غلبة القرار المالي على القرار الفني في مرحلة الترسية وعقد الأشغال الموحد غير المتوازن وعدم فاعلية غرامات التأخير وحاجة نظام المنافسات والمشتريات الحكومية ولائحته التنفيذية للتطوير بما يواكب الواقع الفعلي وحاجة نظام تصنيف المقاولين و لائحته التنفيذية للتطوير بما يواكب الواقع الفعلي وأخيراً عدم وجود نظام لتصنيف المكاتب الاستشارية. وأضاف م. عبدالله البابطين أسباب التعثر من المقاول كانعدام التخطيط و عدم وضع جدول زمني لتنفيذ المشروع وضعف الإدارة والإشراف على الموقع والصعوبة في تمويل المشروع وضعف مستوى العمالة الفنية للمقاول وأسناد الأعمال إلى مقاولي الباطن وضعف التنسيق بينهم والاستعانة بالقوة العمالية غير المؤهلة وقلة العمالة الفنية المدربة وضعف إنتاجية العمالة، كما استعرض أسباب التعثر بسبب جهاز الإشراف كالتأخير في مراجعة و قبول وثائق التصميم من قبل الاستشاري والتأخير في اعتماد الفحوصات المخبرية لعينات المشروع، وضعف الخبرة والمستوى الفني للقوى العاملة للاستشاري والتأخير في اعتماد العينات التي يتطلبها تنفيذ المشروع، إلى جانب وجود أسباب في الدراسات والتصميم كالتأخير في إصدار وثائق التصميم والأخطاء والتناقضات في وثائق التصميم بسبب ضعف الجهاز الفني وعدم تطابق التصميم مع أرض الواقع واختتم م. البابطين حديثه بعرض الأسباب المشتركة ذات التأثير الأكبر وهي كثرة أوامر التغيير خلال المشروع، وتأخر إصدار التصاريح من الجهات المختصة، وضعف إمكانيات المقاول الفنية والمادية، والتوسع في الاعتماد على مقاولي الباطن، وضعف المستوى الفني لجهاز الإشراف، عقد الأشغال الموحد غير المتوزان. يذكر بأن منتدى عقود التشييد 2013 الذي نظّمته الهيئة السعودية للمهندسين ومؤسسة مجدي عبد الكريم بخاري وبرعاية رئيسية من مجموعة بن لادن السعودية تحت شعار "أوفوا بالعقود" يُعد أول منتدى سعودي متخصص بعقود البناء والإنشاءات بالمملكة وهدف للإسهام في تطوير البيئة الهندسية والمدنية والصناعية بوطننا الغالي، في ظل التقدم الهندسي الذي تشهده جميع دول العالم في الوقت الحالي، فضلاً عن مواكبة التقنية والمعرفة الهندسية في العالم والتعريف بأفضل التجارب الدولية والعربية في استخدام عقود التشييد. الرياض | الشرق