- بين من طهَّر قلبه، ولبس الإحرام.. ومن حشا قلبه حقدًا، وخطط للإجرام. – بين طبيعة خلابة تتلون مع ألوان قوس الأمطار.. ومفازة محرقة تتشبث بسراب يخدع الأبصار. – بين نهر جارٍ يدفع الماء والحياة الهانئة.. ووادٍ جاف يؤوي الأفاعي والوحوش الضارية. – بين صقر حلق فوق قلل الجبال، وتألق.. وخفاش أدمن البقاء في ظلام الكهوف، وتعلق. – بين عقل مضيء يحمل الحب والود والمرحمة.. ولُبٍّ مظلم ينشر الكره والحقد والمفسدة. – بين قلم دالٍّ ينثر ورود فكر يُطهر الواقع، ويستشرف المستقبل.. وقلم ضال ينشر أشواك فكر يلوث الحاضر، ويستظلم القادم. – بين من يحيا بآمال الناس وآلامهم.. يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم.. ومن تراه ناقماً على الناس وحاقداً عليهم يحسد نجاحهم، ويضيق لبروزهم. – بين من يُمسك بالقلم؛ لتنطلق منه الكلمة، فتنشر نور العلم والإشراق.. ومن يحمل السلاح؛ لتنطلق منه الرصاصة فترفع شعار القتل والإزهاق. – بين من ترتدي الحجاب ارتداء نابعاً من اعتزاز وقناعة.. ومن تدعي النجاح بتنازلها عن ثوابتها بكل قُبح وصفاقة. – بين شابٍّ واعٍ سعى إلى إعطاء صورة جميلة مشرقة لبلاده للرائح والغادي.. وشاب خلا من الإحساس حين جعل من تصرفاته مادة نقدية لاذعة يتسابق إليها القاصي والداني. – بين عقل مضيء تتلمذ في مدرسة السُّنة؛ فذاق عذوبة الحياة حين شرب بكأس التسامح والصفاء.. وعقل مظلم ترعرع في معسكرات الضلال؛ فتجرع مرارة الخوف حين شرب بكأس العداوة الرعناء. – بين من يحافظ على أوقاته فيُقدم الأهم فالمهم، ولا ينسى نفسه من مُتعة مُباحة، أو نزهة مُتاحة.. وآخر جُل وقته للهو واللعب والسهر بدون جدوى، فهو لم يسعَ إلى منفعة، ولم يمشِ في خدمة. – بين من يُدرك بأن المركبة التي يقودها وسيلة نفعية يشكر الواهب عليها.. ومن جعل منها وسيلة للإزعاج والهلاك فصارت وبالاً عليه. هذه نماذج موجودة في حياتنا.. وتلك أمثلة نراها في دنيانا.. فاجعل هِمَّتك عالية تُحاكي نموذجاً سليماً صحيحاً.. واحذر التهاون في هذه الحياة.. فحياة المسلم حياة كلها عِزٌّ وفخر.