على رغم أنها كائنات مختلفة عن بقية «الثدييات» بميزات عدة، كونها الوحيدة التي تستطيع الطيران، وأنها تنشط ليلاً لزيادة حدة نظرها، وتنام بوضع مقلوب تكون فيه أرجلها معلقة إلى الأعلى ورأسها إلى أسفل، إلا أن خاصية «مص الدماء» التي توجد عند بعض أنواع «الخفافيش» أخذت هالة وتركيزاً أكبر، خصوصاً في القصص والأفلام، وهي الآن تعود للأذهان في منطقة تهامة عسير، بعد انتشار خبر اصطياد أحد المواطنين لأحد تلك المخلوقات الغريبة، ورواية آخر عن مشاهدته خفاشاً يغرس أسنانه القوية في ظهر ثور ليمتص دمه. وأشار أحد سكان القرية محمد سامر إلى أنه ومجموعة أخرى اصطادوا هذا الحيوان بالصدفة، بعد نصبهم شباكاً لمنع بعض الطيور عن مزارعهم والمناحل التي تأذت كثيراً، ليقع هذا الحيوان الغريب في الشباك في ساعة متأخرة من الليل، ويجدوه في الصباح الباكر يحاول الفكاك منها، إلا انه مات فيها، وقال: «أبلغنا أحد عمالنا المزارعين بأنه رأى هذا الحيوان على ظهر ثور في المزرعة وتسبب في جرحه والشرب من دمه، إضافة إلى بعض الحيوانات الأخرى التي ذهبت ضحية لخروجه الليلي»، لافتاً إلى أن شكل ذلك المخلوق غريب الأوصاف، إذ ان له وجه وآذان كلب ويصدر صوتاً غريباً، ويشبه في شكله العام إلى حد كبير طائر الخفاش المعروف إلا أن حجمه أكبر. وقال المهندس سليمان عسيري: «رأيت بأم عيني خفافيش بالعشرات في أحد الحصون القديمة في قريتنا برجال المع، وعند دخولي للمبنى مع أحد رفاقي، شاهدنا في تلك الغرفة المظلمة عشرات الخفافيش المتعلقة بسقف الغرفة، ولكنها لم تحاول إيذاءنا، فهي تمتص دماء العصافير الصغيرة ولا تؤذي الإنسان بحسب علمي». من جانبه، ذكر المختص الدكتور محمود بسيوني أن الخفاش هو الحيوان الثدي الوحيد الذي يستطيع الطيران، وأنه لا يستطيع الخروج نهاراً، وله حجمان كبير وصغير، وأن الأول يتغذى على الفواكه والحشرات، فيما يأكل الصغير مختلف أنواع الطعام مثل الثدييات الصغيرة والأسماك، مشيراً إلى انه يوجد حوالى ألف نوع من الخفاش في العالم، وأن له فوائد منها تلقيح نحو 500 نوع من النباتات والأشجار مثل الموز والبلح وغيرها، وأن من أضراره عدوى السعار التي تسببها الكلاب، وأنه يوجد خصوصاً في منطقة تهامة وعسير الدافئة.