كشف إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، أن المحاولات المعادية من الخارج وجدت صدى بالداخل من بعض المتأثرين بها، ممن يحاول زحزحة هذه البلاد عن النهج الذي تسير عليه، الذي هو في الحقيقة رغبة في تحريكها عن مصدر قوتها وعزتها الذي وهبه الله لها. وأوضح في خطبة الجمعة أمس أن التبديل في الدين يتبعه التبديل في الحال، والتبديل في الدين الذي تُخشى عواقبه هو كل تبديل يؤول إلى إفراط أو تفريط، فالغلو وتكفير المسلمين واسترخاص الدماء ونشر الفوضى هو نقص في الدين وزعزعة له، قبل أن يكون زعزعة للأمن والاستقرار وتدمير للحياة، والإلحاد ونشر الفاحشة والمجاهرة بما يغضب الرب هو هدم للدين وصد للناس عنه وكفر بالنعم. ودعا العقلاء أن يأخذوا على أيدي السفهاء، مشدداً على أن الضرر إذا وقع سيقع على الجميع ومن واجب كل مسلم أن يدافع عن حقه في الأمن والفضيلة، فإن ذلك أمن من العذاب وزوال النعم، داعياً الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين. وقال: «إن جزيرة العرب كانت خالية من الحضارة والتاريخ، فلما أشرقت شمس الإسلام منها وعليها أصبحت قطباً إسلامياً للعالم ومركزاً له، وتجبى إليها الخيرات، ثم تأخرت فبعدت عن التأثير حيناً من الدهر حتى أذن الله بقيام الدعوة الإصلاحية فيها على منهج النبوة قبل ثلاثة قرون، فعادت جزيرة العرب مضيئة فأخرج الله لها ولأهلها كنوز الأرض وأتاها الخير من حيث لا تحتسب وأسمع للعالم كلمتها وهابها واتقاها من لم يكن يخافها قبل عقود، ولم يكن لها ذلك إلا بتوفيق الله وإرادته الخير لأهلها، وأن الدولة أسِّست على كتاب الله وسُنَّة نبيه – صلى الله عليه وسلم- وستبقى مادامت باقية على هذا النهج ومحافظة على هذا الأساس الذي قامت عليه ومن الدوام الوعي بهذه الحقيقة والثبات على هذا المبدأ». وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خُطبة الجمعة أمس إن البشارة والبشرى والمبشرات كلمات معانيها تبعث الأمل وتشحذ الهمم وتعالج اليأس، وهي عامل ثقة بموعود الله عز وجل تذهب الهموم والغموم، والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيَّدة وفي القرآن صور من المبشرات وميدان فسيح تملؤه البشريات، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبُشرى للمسلمين، يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين بالأجر الكبير وآياته تسكب في قلب المؤمن السكينة وتبعث البشرى.