لو جمعت أخطائي وصففتها في طابور، لو نقحت حياتي منها مثل ليل بلا نجوم، لو نزعت أحجارها من جداري، لصار نوافذ مرصوصة فوق بعضها. لهذا أصحو كل يوم مبكرا، لئلا ينهار البيت، أسبق الصباح والأطفال، وأحمل كيس أخطائي المربوط بحبل متين، أخطاء تنتفض وتتشاجر فوق ظهري، أمضي طوال يومي أدفنها فرادى، أحثو فوقها كثيراً من الضحكات، ولا أرجع من الدرب ذاته ثانية. في الليل عند عودتي أضع الكيس خلف الباب مملوءا عن آخره، أصعد الدرج أقف أمام نوافذي وأحدق في الظلام منتشيا أمام غابة أخطائي.