قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس إن إسرائيل اقترحت أن يكون مسار الجدار الفاصل أساساً لمحادثات السلام بدلاً من حدود عام 1967 التي يطالب بها الفلسطينيون.وبحسب ما أوردت صحيفة يديعوت أحرونوت والإذاعة العامة الإسرائيلية، اقترح المفاوضون الإسرائيليون على نظرائهم الفلسطينيين أن يكون هذا الجدار الذي يقع 85% منه في الضفة الغربية ويعزل 9.4% من الأراضي الفلسطينية من بينها القدسالشرقية (بحسب الأممالمتحدة)، نقطة انطلاق المحادثات. وأشارت المصادر إلى أنه بالإضافة إلى ذلك ترغب إسرائيل في الحفاظ على بعض المستوطنات المنعزلة في الضفة الغربيةالمحتلة وهي بيت أيل وبساغوت ونوكديم. وقال مسؤول فلسطيني أمس إن مفاوضات السلام مع إسرائيل تواجه «مأزقاً حاداً» يتطلب تدخلاً أمريكياً. وأكد أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أهمية الزيارة المقررة لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري للمنطقة في ظل التعثر في مفاوضات السلام.وقال مجدلاني في هذا الصدد: «زيارة كيري مهمة في هذه المرحلة التي تواجه فيها مفاوضات السلام مأزقاً نتيجة الإجراءات أحادية الجانب الإسرائيلية، خاصة تصعيد البناء الاستيطاني وتهويد القدس».وأضاف: «واضح أن الحكومة الإسرائيلية تضع العقبات والعراقيل أمام المفاوضات والإعلان الأخير عن وحدات استيطانية جديدة يمثل رسالة تحدٍ للإدارة الأمريكية تتطلب رد فعل من كيري». وأجرى كيري أمس مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسيلتقي اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم بالضفة الغربية. واستبقت إسرائيل زيارة كيري بطرح أكثر من ألفي وحدة استيطانية للبناء في مستوطنات تقع شرقي القدسوالضفة الغربية ما أثار غضباً فلسطينياً حاداً.وقال مجدلاني إن عباس سيبلغ كيري أن الاستيطان خارج اتفاق استئناف العملية التفاوضية وخارج إطلاق سراح قدامى المعتقلين الفلسطينيين ولا يمكن ربطه بالمفاوضات.وأضاف: «من حق القيادة الفلسطينية الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني والحفاظ على أرضه بالتوجه إلى كل المؤسسات الدولية لمواجهة الاستيطان». في الوقت ذاته، انتقد مجدلاني الدور الأمريكي الحالي في رعاية عملية السلام، معتبراً أنه «لا يزال يقتصر على الدور الميسر والمسهل للمفاوضات ولا يخرج عن كونه شرطي مرور يرصد المخالفات دون اتخاذ عقوبات بحق الجانب الذي يرتكبها».وتابع قائلاً: «نريد أن يكون الدور الأمريكي الراعي لعملية السلام أكثر فاعلية ومسؤولية إزاء نجاح المفاوضات وعدم وصولها إلى طريق مسدود لما سيترتب على ذلك من مخاطر على مجمل الأوضاع في المنطقة». وكان كيري قد نفى خلال زيارته العاصمة السعودية الرياض أمس طرح خطة سلام أمريكية مطلع العام القادم، فيما تحدثت مصادر أمريكية أخرى عن احتمال طرح خطوط عريضة أمريكية للحل الدائم دون فرضها على الجانبين. واستؤنفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية يوليو الماضي برعاية أمريكية في واشنطن بعد توقف استمر نحو ثلاثة أعوام بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني.