قال غازي صلاح الدين العتباني مستشار رئيس الجمهورية السوادني السابق وأبرز قيادات المؤتمر الوطني المنشقة «تيار الإصلاح» أمس، إن الحركة الإسلامية لم تعد تلتزم بالمرجعية الإسلامية، وأنها أصبحت أداة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وتعمل بوسائل الحكومة وفقاً لأولوياتها. وأضاف العتباني المنشق الأبرز عن حزب البشير «إن مجلس شورى الحركة الإسلامية انعقد، بغياب أعضاء شملتهم عقوبات ومنهم أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان السوداني والقيادي في حزب المؤتمر الوطني». وأشار إلى أن الغياب لم يكن برغبتهم وطوعهم، لكنهم منعوا من دخول الاجتماع. وقال العتباني إن الأعضاء منعوا بقرار من جهة عليا. وأوضح أن الحركة الإسلامية لو كانت ذات مرجعية إسلامية حقاً كما ينبغي لأصبحت مثابة للعدل والإنصاف وانبرت للدفاع عن حقوق أعضائها، وشددت على حق أعضائها في الحضور والدفاع عن أنفسهم إزاء الاتهامات البغيضة التي وجهت لهم في غيبتهم، وعاب على الحركة الإسلامية أنها أصبحت أداة بيد الحكومة، وقال: لم تعد الحركة الإسلامية سوى أداة من أدوات الحكومة كما أوضحنا مراراً، وأرادتها الحكومة وسيلة لتصفية حساباتها مع الخصوم. وأوضح العتباني أن التاريخ سيذكر أن بعض الإخوة أعلنوا كلمة الحق في ذلك الاجتماع وبرأوا ذممهم، وسيذكر التاريخ لآخرين أنهم غدروا برفاقهم. وانتقد العتباني الحركة الإسلامية، وقال «هي الآن في قبضة الحكومة وستظل تعمل بوسائلها، ووفق أولوياتها، والنتيجة ما نراه الآن من عقم في برامجها وضعف في دعوتها وغيابها عن الساحة الفكرية والثقافية، بل وعجزها عن تبني المواقف المبدئية الرفيعة في ثنايا الأحداث الجسام، كما شهدنا إبان التظاهرات نهاية سبتمبر الماضي. وطالب القيادي المنشق الحركة الإسلامية بفك ارتباطها مع الحكومة وكسر قيودها، لتكون حرة طليقة وتستطيع كسب احترام الشعب الذي تدَّعي تمثيله. وحول المصالحة الوطنية الكبرى، قال العتباني «لا يجوز التشاؤم، وإن كانت أسباب التشاؤم قائمة، لكننا مكلفون بأن نلتمس البحث عن مخارج حتى ونحن في أحلك الظروف، خاصة في حال تجددت الحرب في إقليم كردفان، في ظل تعثر الحياة الاقتصادية. وأضاف العتباني «أرى ملامح تسوية تاريخية ومصالحة كبرى بين أبناء السودان وهذا ما يدفعني للتفاؤل». وأرجع تفاؤله المشروط باعتبار «أن السياسة اليوم، مقارنة بالسياسة في الستينيات وما بعدها، تتسم بأولويات وطنية أوضح، وجدل حول المصطلح أقل، وتصويب نحو تعقيدات الواقع أدق، لتراكم خبرة سبعين عاماً من السياسة منذ مؤتمر الخريجين، وهو تراكم لا يجهله إلا غبي ولا يخطئ عبرته إلا شقي». وراهن مستشار البشير السابق على الجيل الصاعد من الشباب «الذين يزحفون بقوة نحو منصات القيادة هذه الأيام، لأنهم هم أقل حماسة لمواضيع السياسة القديمة وأكثر حساسية لمواضيع السياسة الراهنة. على هؤلاء وعلى وعد التاريخ الشاخص ينبغي أن يكون رهاننا».