قال ناشط في محافظة اللاذقية ل«الشرق» إن نسبة الجرائم ارتفعت بشكل خطير وباتت تهدد الأمن في مناطق وأرياف الساحل السوري الذي يخضع لسلطات النظام وبشكل خاص ريف مدينة اللاذقية حيث تتزايد أعداد العصابات وقطاع الطرق، وتتخذ طابع الجريمة المنظمة وسط عجز تام لسلطات النظام عن مجابهتها، بل إن كثيراً من السكان يتهمون أجهزة وعناصر من داخل النظام بالتواطؤ مع هذه العصابات، وأوضح الناشط أن كثيراً من تلك العصابات معروفة وتعمل بشكل علني وحضورها دائم في هذه المناطق، وأكد أن انتماء بعض أعضاء هذه العصابات إلى عائلات متنفذة داخل السلطة يحول دون إمكانية ملاحقتها، أو حتى التعرض لها إن وجدت النية لذلك، وأشار إلى أن النظام يتعمد ترك هذه العصابات لتبقي السكان تحت وطأة الخوف في ظل انشغال الأجهزة الأمنية بقضايا ملاحقة الناشطين والثوار، وأفاد الناشط أن معظم المناطق الساحلية تسود فيها حالة حظر تجوال غير معلنة مع غياب الشمس، وأشار إلى أنه حتى الطريق الدولي الذي يربط اللاذقية بدمشق بات مهجوراً مع حلول الليل ولا تسلكه سوى سيارات العصابات وقوات الجيش. وقال الناشط إن بعض القرى الصغيرة في الجبال والساحل والتي لايتجاوز عدد سكانها خمسة آلاف نسمة تشكلت فيها مثل هذه العصابات التي امتهنت القتل والنهب. مشيراً إلى أن هذه العصابات لا تميز بين مؤيد ومعارض أو بين طائفة وأخرى وإنما تقتل وتنهب وتهاجم بدافع السرقة فقط. وأضاف الناشط : يمكن القول إن مناطق الساحل أصبحت تحت قبضة العصابات وليست تحت سيطرة الدولة التي تكتفي بتسيير دوريات خلال النهار والتي لاتقدم أي أمن للناس لأن العصابات تعمل في الليل الذي تغيب عنه أي مظاهر لقوات الأمن، موضحاً أن أحد أهم أسباب هذا الفلتان الأمني بعد الأحداث في انشغال الأمن والجيش بملاحقة الثوار والناشطين، هو الغلاء الفاحش والفقر المدقع الذي دفع كثيرين من الشبان العاطلين عن العمل إلى الالتحاق بهذه العصابات، إضافة إلى تشكل فئة من تجار الحرب التي عملت على ترسيخ ثقافة الارتزاق والعنف، وأشار إلى حالات من العائلات الفقيرة التي لم تكن تملك بالكاد قوت يومها وأصبح لديها الآن المنازل الفخمة والسيارات الفارهة. وحذَّر الناشط من أن استمرار الوضع على هذه الحالة سيهدد بفوضى شاملة في هذه المنطقة التي تعتبر تحت سيطرة قوات النظام.