علمت «الشرق» أن نظام الأسد تخلى بشكل كامل عن قيادة أنظمة دفاعه الجوي تاركاً قيادتها لخبراء روس وصلوا من موسكو وقالت مصادر ل»الشرق» إن خبراء روس يسيطرون على قطاعات استراتيجية من أنظمة الدفاع الجوية السورية وأنهم يقيمون في نادي الضباط بدمشق ويعملون في مكاتب في مبنى الاتصالات العسكرية بجانب رئاسة الأركان، مشيرة إلى أن بعض الحوامات الحديثة الروسية التي وصلت مؤخراً ربما يقودها طيارون روس، وهذا يدل بشكل واضح على فلتان زمام الأمور من الأسد وتسليمه دفة القيادة لحلفائه في طهرانوموسكو. وعلمت «الشرق» أن 15 عنصراً منشقاً عن الجيش السوري النظامي بينهم ضابط وقعوا في كمين للهجانة وقوات الأمن على الحدود السورية الأردنية عند معبر نصيب، أثناء عودتهم من الأردن للالتحاق بالجيش الحر، وأسفر الكمين عن استشهاد الرائد أحمد عبدالعزيز وأربعة عناصر وعاد تسعة إلى الأراضي الأردنية بينما عد عنصر مفقوداً ولم يعرف مصيره بعد. وقال الناشط أبو الأغر الحوراني ل»الشرق»: إن السلطات الأردنية تصر على خروج طالبي العودة إلى سوريا من الضباط والعسكريين المنشقين من معبر نصيب الحدودي المحصن والمراقب جيداً من الهجانة وقوات الأمن السورية، ورفضت مراراً طلبات إعادتهم من معابر أخرى أكثر أمناً ويسيطر عليها الجيش الحر، مؤكداً أنه سبق لعناصر عائدة أن تعرضت مرتين لكمائن في هذا المعبر وسقط خلالها شهداء، وألمح الحوراني إلى إمكانية وجود تواطؤ بين السلطات السورية والأردنية تتعلق بإعادة العناصر المنشقة، بدءًا من التضييق عليها في المخيمات ودفعها إلى طلب العودة وانتهاء باختيار طريق غير آمن لدخول الأراضي السورية. من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة ل»الشرق» أنه يجري تنظيم مجموعات جديدة من الشبيحة في اللاذقية وحمص ونقلها إلى دمشق لاستخدامها في ارتكاب المجازر وعمليات النهب المنظمة لأحياء العاصمة المنتفضة، مشيرة إلى أن نحو 300 شبيح انطلقوا صباح اليوم من اللاذقية نحو دمشق، وكانت عناصر الجيش الحر استهدفت قبل أيام قافلة منهم عند جسر النبك قادمة من حمص، ودارت اشتباكات عنيفة معهم ومع الجيش النظامي. وفي دمشق أكد ناشطون أن أعداداً كبيرة من الشبيحة داهمت منزل العميد محمد المفلح رئيس فرع الأمن العسكري بحلب والكائن في كفرسوسة وأحرقته بعد أن نهبت وكسرت محتوياته، بينما أكدت مصادر أخرى مقتل المفلح أثناء محاولته الفرار عبر الحدود السورية التركية. يذكر أن المفلح انشق منذ يومين دون أن يعلن ذلك رسمياً وهو أحد المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية في قضية مقتل الحريري، كما أنه مسؤول عن مجزرة حماة في جمعة أطفال الحرية التي ذهب ضحيتها نحو 150 شهيداً. وفي المزة بدمشق دمرت القوات النظامية مدعومة بالأمن والشبيحة حي الإخلاص بالكامل، وارتكبت فيه مجزرة راح ضحيتها نحو 24 شهيداً على الأقل إضافة لاعتقال نحو 300 مواطن عشوائياً وسقوط أعداد كبيرة من الجرحى، وكانت قوات كبيرة مدعومة بالدبابات حاصرت الحي صباح أمس الأول، وقصفته بالهاون والدبابات قبل اقتحامه، وبعدها هاجمت عصابات الشبيحة المنازل والمحلات التجارية ونهبتها وأحرقتها، واعتقلت عائلات بأكملها، كما قامت جرافات باقتلاع مزارع الصبارة وتجريفها بالكامل بعد إحراق قسم منها، وتم إحصاء أكثر من 95 منزلاً مدمراً بالكامل.